يؤرخ التصرف العسكري ”الانفرادي” لمصر في الأراضي الليبية عقب إعدام تنظيم ”داعش” الإرهابي 21 مصريا، لمرحلة جديدة من الحراك الأمني الذي ستبرز نتائجه في القريب العاجل بتحول حلم الجزائر بلم شمل الليبيين إلى ”كابوس” من توقيع دول تشجع الحلول العسكرية. يتساءل مراقبون عن مصير تحركات دول جوار ليبيا لجمع الفرقاء، وكذا الحوار الليبي الذي ترعاه الأممالمتحدة، إلى جانب حوار اخر تقوده الجزائر منذ سبتمبر الماضي يتمحور حول فرض الحلول السياسية، إلا أن أطراف الصراع لم تستجب لحد الآن، لذلك أنشئت دول الجوار لجنتين تتكفل الأولى بمسائل الأمن وترأسها الجزائر، فيما تتكفل الثانية بالمسائل السياسية وترأسها مصر. ويتمثل موقف الجزائر من خلال المبادرة في رفض كل تدخل أجنبي في ليبيا، وتشجيع الحوار الشامل الذي يسمح بالتوصل إلى حل سياسي يسمح بعودة الاستقرار والسلم إلى ليبيا، فقد عبر وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، ونظيره المصري سامح شكري، مؤخرا، ”تطابق وجهات النظر” بينهما و”مواصلة التشاور” بين الجزائر ومصر حول قضية ليبيا، لكن شن مصر لغارات جوية على مواقع تنظيم ”داعش” في ليبيا وفق قولها، يؤكد بما لا يدع مجال للشك وجود خلاف جذري بين الجزائر والقاهرة حول اسبقية الحل السياسي على العسكري . ويطرح التدخل المصري طبيعة التحرك الجزائري لمواجهة الاضطرابات الامنية المحتملة على الحدود الشرقية، مع عودة الاف المقاتلين المغاربيين إلى المنطقة، حيث دفعت السلطات منذ سقوط نظام القذافي بالآلاف من جنودها إلى الجهة الشرقية المحاذية لتونس وليبيا، لمنع تسرب الاسلحة و الحد من محاولات تسلل الارهابيين، وايضا التصدي لتهريب المواد الغذائية والوقود. ويظهر ”تحفظ” الجزائر على التدخل العسكري المصري من خلال ممثل الدبلوماسية رمطان لعمامرة، الذي قال ان” هذه التطورات الخطيرة في ليبيا تحثنا على أن نبذل قصارى جهدنا من أجل تشجيع الليبيين على الحوار”، اين كان يشير إلى العملية الإرهابية التي قام بها التنظيم الإرهابي المسمى ”داعش” في حق رعايا مصريين أبرياء في ليبيا. ودعت مصر التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية داخل العراق وسوريا، إلى مواجهة المتشددين في ليبيا، بعد يوم من بث مقطع فيديو يظهر مقاتلي التنظيم وهم يذبحون 21 مصريا هناك. و قبل يوم واحد من ذبح المصريين، اعلنت وزيرة الدفاع الايطالية روبرتا بينوتي، ان ايطاليا مستعدة لإرسال الاف الرجال، وتولي سريعا قيادة ائتلاف يضم دولا اوروبية، ومن المنطقة، للتصدي لتقدم الجهاديين في ليبيا، و أكدت في مقابلة مع صحيفة ”ال ميساجيرو” الاحد الماضي، ان ”ايطاليا مستعدة لقيادة ائتلاف في ليبيا من دول شمال افريقيا واوروبا، لوقف تقدم الجهاديين الذين باتوا على مسافة 350 كلم من سواحلنا ”، و تابعت انه ” اذا ارسلنا إلى افغانستان خمسة الاف جندي، ففي بلد يعنينا عن قرب مثل ليبيا، حيث يثير التدهور الامني قلقا اكبر لايطاليا، يمكن لمساهمتنا ان تكون كبيرة وثابتة، موضحة انه” نبحث في الامر منذ اشهر، لكن ذلك بات ملحا”، مؤكدة وان وزير الخارجية باولو جنتيلوني سيقدم الخميس معلومات وتقييمات.