وجهت مصر، فجر اليوم، ضربة جوية لأهداف تابعة لتنظيم "داعش" في ليبيا، وذلك عقب ساعات من بث التنظيم الإرهابي لمقطع فيديو يظهر فيه عدد من عناصره وهم يذبحون 21 قبطياً مصرياً كانوا قد خطفوا مؤخراً في ليبيا، مما دفع بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى توعد القتلة بالاقتصاص منهم "بالأسلوب والتوقيت المناسب". وبحسب بيان صادر عن الجيش المصري، فقد استهدفت 8 ضربات جوية معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر للتنظيم الإرهابي في درنة الليبية. وأضاف البيان أن الضربة الجوية حققت أهدافها بدقة، وعادت القوات لقواعدها سالمة. وأوضح البيان أن الضربة الجوية جاءت "تنفيذاً للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني وارتباطاً بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد". ومن جانبه، أكد العميد ركن صقر الجروشي، رئيس أركان سلاح الجو الليبي، أن القصف المصري تم بالتنسيق مع الجيش الليبي، مضيفاً: "طائراتنا شاركت في الهجوم علي معاقل الإرهاب.. وحرب مصر وليبيا واحدة". كما نقل التلفزيون المصري عن قائد سلاح الجو الليبي قوله إن ما بين 40 و50 متشدداً قتلوا في الضربات الجوية على أهداف "داعش" بليبيا. ولاحقا، دعا الرئيسان، المصري عبد الفتاح السيسي، والفرنسي فرنسوا هولاند، إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي واتخاذ "تدابير جديدة" ضد تنظيم "داعش"، وذلك بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين. وأعلن بيان للرئاسة الفرنسية أمس، أن هولاند جدد التأكيد لنظيره المصري على "تضامنه بعد قتل 21 مواطنا مصريا في ليبيا" على يد تنظيم "داعش". وجاء في البيان أيضاً أن الرئيسين "ناقشا الوضع في ليبيا وتوسيع داعش نشاطها هناك"، وشددا على "ضرورة أن يجتمع مجلس الأمن، وأن تتخذ الأسرة الدولية إجراءات جديدة لمواجهة هذا الخطر". وأكد السيسي وهولاند "العمل معاً من أجل السلام والأمن في المنطقة، واتفقا على مواصلة المشاورات". كما اعتبرا أن "التوقيع في القاهرة على اتفاق ثنائي يقضي بشراء مصر طائرات رافال فرنسية يشهد على الثقة القائمة بين البلدين". وينص الاتفاق الذي وقع أمس، على شراء مصر 24 مقاتلة "رافال" بكلفة إجمالية تصل إلى خمسة مليارات يورو. من ناحية أخرى، كانت وزيرة الدفاع الايطالية روبرتا بينوتى، أعلنت أن بلادها على استعداد لقيادة تحالف لمواجهة العناصر المتطرفة في ليبيا، وأفادت أنباء ليبية أن بينوتى أوضحت أن هذا التحالف سوف يتكون من دول أوروبا، وشمال أفريقيا لوقف تقدم العناصر الإسلامية المتطرفة في ليبيا، وأعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية، أن بلادها مستعدة لإرسال آلاف الرجال وتولي سريعاً قيادة ائتلاف يضم دولاً أوروبية ومن المنطقة للتصدي لتقدم المتطرفين في ليبيا، الذين باتوا على مسافة 350 كيلومتراً من سواحلنا. ويأتي هذا الإعلان بعد تحذير السلطات الإيطالية لمواطنيها مؤخرا بعدم السفر إلى ليبيا ومطالبة المقيمين فيها بمغادرتها، وإعلان وزارة الخارجية الإيطالية أنها أغلقت سفارتها مؤقتا في ليبيا، بسبب تردي الأوضاع الأمنية، وبدأت إيطاليا إجلاء نحو 100شخص من رعاياها في ليبيا على متن سفينة في حراسة بوارج حربية إيطالية.