لم تعد مهنة الحارس الشخصي المعروفة باسم ”الغارد كور” في الجزائر، تقتصر على الرجال فقط، بل تعدتها إلى ذوات الأيادي الناعمة، فقد شوهدت فتيات مدربات محيطات بعدة شخصيات، منها الوزيرتين نورية بن غبريت ونادية لعبيدي. الحارس الشخصي حارس أمن مسؤول عن حراسة شخصية معينة، غالبا ما تكون سياسية كالوزير أو الوالي أو وكيل الجمهورية. كما يمكن أن تكون من مشاهير الفن أومن رموز المجتمع أو كبار الشخصيات ورجال الأعمال. ويكون ”الغارد كور”مسؤولا عن حمايتها من الاختطاف أو التعدي ويكون مسلحا ومدرب جيدا، فالخطأ في هذه المهنة غير مسموح به، إذ يمكنه أن يضحي بنفسه لمنع وصول الضرر للشخصيات التي يحميها. لذا فأغلب الحراس الشخصيين ذكور ذوو بنية جسدية قوية. ورغم صعوبة هذه المهنة هناك فتيات اخترن خوض غمارها من باب إثبات وجودهن أو رغبة منهن في الظهور على قدم المساواة مع الرجال، حيث تتخرج كل سنة دفعات من الحارسات الشخصيات من مدارس الشرطة بعد تلقيهن التدريب على تقنيات الحماية الشخصية والدفاع واستعمال الأسلحة الخفيفة والمراقبة اللصيقة، وبعض أدبيات البروتوكولات المتصلة بالشخصيات الرسمية.. حيث تفضل السلطات الجزائرية انتداب حارسات شخصيات في كل فرق الحراسة المخصصة للوزيرات أو الشخصيات النسوية الرسمية، كما تقوم بالأمر نفسه حين يتعلق بالأمر بضيفات أجنبيات يزرن الجزائر. ومن بين الشخصيات اللاتي يحظين بحارسات شخصيات، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، وكذا وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، حيث شوهدتا في عدة مناسبات مع فتيات ذوات بنية قوية يقمن بواجبهن على أكمل وجه رفقتهن. كما شوهدت لويزة حنون رئيسة حزب العمال رفقة حارستها الشخصية التي لا تفارقها وتلازمها في السير لمسافات طويلة أيام العطلة، لأن لويزة تفضل النزول من بيتها إلى وسط العاصمة مشيا على الأقدام. ومع بروز عدد من نساء الأعمال على الصعيد المهني في الجزائر، تعمد قليلات منهن إلى انتداب حارسات شخصيات بدلا من حراس شخصيين، تتوفر فيهن الخبرة والقوة اللازمة مع إتقان الفنون القتالية المختلفة، مثل الكاراتيه والجيدو والملاكمة وغيرها. ولصعوبة مهام الحراس الشخصيين هناك شروط ومواصفات يجب توفرها في الشخص الذي يريد الانضمام لعالم ”رجال السماعات”، سواء رجلا كان أو امرأة، منها حب المهنة واللياقة البدنية، والاستعداد لتقديم تضحيات، والقدرة على تحمل كل الصعاب التي تعترض حياة الشخصية المشمولة بالحماية، وتقديم تنازلات تكون على حساب حياته الشخصية والأسرية، ويكون على أتم الاستعداد للعمل في كل الأوقات، إضافة إلى الهيئة والقوام والتحلي بالسلوك الراقي. هذه المهنة مفتوحة على كل المخاطر التي تترتب عنها إلى جانب المتاعب الجسدية والذهنية، متاعب صحية، حيث أن معظم الحراس الشخصيين يعانون من ‘'عرق النسا'' الناجم عن وضعية الوقوف المطول في المؤتمرات والملتقيات، فضلا عن إصابة الكثير منهم بالأرق، بالنظر إلى الإجهاد في العمل وما يصاحبه من قلق يظل يلازمهم طوال فترة مرافقتهم للوزراء والمسؤولين، وهم على يقين أنهم دروع بشرية تضمن سلامة المسؤول حتى يعود إلى بيته. ويبقى عدد الحارسات الشخصيات في الجزائر قليلا، فالظروف المجتمعية لا تتيح للمرأة العمل كحارسة شخصية على نطاق واسع، كما أن أداء هذه المهنة يستوجب تلقي التدريبات الفنية والتقنية، والتي لا تتوفر في الوقت الحالي إلا لدى جهاز الأمن والشرطة فقط.