صرحت المغنية الجزائرية سعاد ماسي المغتربة بفرنسا منذ 1999، في حوار مع إحدى المجلات البريطانية المختصة في شؤون الشرق الأوسط عبر الموقع الإلكتروني المعنون عيون ”الشرق الأوسط، ”أنها سارت على خطى بعض الشعراء الأندلسيين، لإعطاء نفس جديد لهذه الأشعار النقدية”، وهذا عبر ألبومها الجديد المعنون ”المتكلمون”، مضيفة أنها ”أبت من خلال أغانيها إلا أن تلفت الانتباه وتعطي صورة مشرفة للعرب والمسلمين، من خلال إنجازاتهم في المجالات الفلسفية والعلمية والفنية والطبية”. وأشارت الفنانة ”ماسي” في حديثها للمجلة البريطانية، أن ”أصولها البربرية لم تمنعها من الانتماء للإرث العربي”، ومبرزة أنها ”ترعرعت في أحضان أسرة مولوعة بفن وموسيقى الشعبي والقبائلي”، وقالت أن لدى مكوثها بأوروبا لاحظت أن بلدان هذه الأخيرة ”لا تعطي الأهمية للتراث العربي”. وأكدت ابنة حي باب الوادي الشعبي، ”أنه من واجبها التعريف بهذا الإرث العلمي الكبير، وإيصاله للأجيال المغتربة في أوروبا، بهدف عدم ضياع هويتهم الأصلية”، مطالبة منهم ”بإعادة النظر في إنجازات العالم عباس ابن فرناس، أول من حاول الطيران، وأعمال العلامة ابن رشد الذي بفضله اكتشفت أوروبا أعمال الفيلسوف أرسطو، واستفادت من ذلك أوروبا في نهضتها”. وعن قوة الكلمة ومواضيع ألبومها المزمع إطلاقه بالسوق الفنية يوم 7 أفريل المقبل، والحامل لعنوان ”المتكلمون”، أكدت سعاد ماسي على أهمية قوة تأثير الكلمات، وذلك من خلال الإبداع بالتحكم في الكلمة المعبرة والمؤثرة للقصائد الشعرية، كما أن اختيارها عنوان أغنية ”حورية” في ألبومها الأخير، قالت أنه يحتوي على دلالة ويحمل رسالة مناشدة للشعوب العربية في الحرية والانعتاق، رغم سياسة الأنظمة الدكتاتورية التي يعرفها العالم العربي، وأعطت المغنية أمثلة عن الشاعر التونسي ”أبو القاسم الشابي”، والذي أكدت أنه ناشد الحرية وتحدى الطغاة بقصائده الشعرية. وعن بلادها الجزائر، ذكرت الموسيقية ماسي، أن الجزائر عرفت ربيعها منذ 1988، وأنها قد شعرت بارتياح كبير عندما نهضت الشعوب العربية ضد الظلم في ”الربيع العربي”، ولكنها شعرت بعد ذلك بخيبة أمل، كون هذه الثورات التي حدثت مؤخرا لم تكن صادقة بالفعل، وأن الشعوب العربية استخدمت من جهات وأطراف معينة، وأن لأوروبا جزءا هاما من المسؤولية في ذلك. وعن تجربتها في المجال السينمائي، بمشاركتها في فيلم المخرجة الفلسطينية ”نجوى نزار”، صرخت هذه الأخيرة بأنها تجربة مهمة في مشوارها الفني، وذلك لإيمانها العميق بقوة وعزيمة الشعب الفلسطيني في الحرية واسترجاع الأرض، كما أعلنت المتحدثة عن رفضها لدعوة الغناء في إسرائيل، وأنه بالرغم من تواجد محبين كثر هناك، إلا أنها ضد السياسة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني.