عبر وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، عن رفض الجزائر للتدخل العسكري في اليمن، وقال إن الجيش الشعبي الوطني لن ينخرط في أي مهام قتالية خارج الحدود مثلما ينص عليه الدستور الجزائري. أضاف لعمامرة أن الجزائر لن تسمح بقوات مقاتلة من جيشها للخروج خارج الوطن، كما لا يمكن أن تكون لها مساهمات لوجستية دون أن تشارك بوحدات قتالية خارج حدود بلدها، موضحا أنه في حال تعذر جميع الوسائل السلمية، فإنه لابد من العودة إلى ميثاق الجامعة العربية والأممالمتحدة. وفي ذات السياق، أبرز وزير الخارجية بعد لقاء أجراه مع نظيره العماني، يوسف بن علوي، على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية، أنه ”نحن نقدر الاقتراح المقدم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمثل هكذا أفكار، خدمة للعمل العربي المشترك والأمن القومي العربي، وفي نفس الوقت نعتقد أننا لا بد أن نستفيد من تجربة غيرنا”، مشيرا إلى التجربة الإفريقية الواسعة التي من الممكن جدا أن ”نتخذها كمصدر إنارة عند دراستنا ومعالجتنا لمقومات الأمن الجماعي”. وتابع لعمامرة بأن الحل الذي طبق في إفريقيا بين الفرقاء الماليين، يمكن أن يطبق على اليمنيين، وأردف ”أنا أعتقد أنه أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون كل حلقة من الحلقات المكونة لهذه المنظومة قوية ومتماسكة، وبالتالي لا بد من التركيز على الأمن والاستقرار وتنظيم البيت في كل بلد من البلدان العربية، كما أن ثمة أيضا إجراءات وقائية يجب أن تتخذ في كل بلد من البلدان، حيث لا بد من بناء مجتمع متسامح ومتكامل تسوده العدالة الاجتماعية لمختلف فئات المجتمع بما فيها عنصر الشباب، وهناك أيضا ما يتعلق بالحكم الراشد في البلدان العربية وتكثيف الجهود الرامية إلى الحلول السلمية للمشاكل القائمة”، مؤكدا أن الوقاية تتطلب كل هذا. وخلص لعمامرة، للقول إن الحل السلمي يبقى الأحسن والأقرب لتسوية الأزمة التي وقع فيها اليمن، ولم شمل الفرقاء اليمنيين، مضيفا أن الحل السلمي في اليمن مطلوب ولا بديل عن لم الشمل والحوار بين الفرقاء، لأنه سيفتح آفاق جديدة في ظل الديمقراطية وتحقيق الوئام والحوار بين جميع الأطراف وتوحيدهم لمواجهة الإرهاب، مشيرا إلى الآثار السلبية التي خلفتها المواجهات المسلحة من قلق وانشغال كبيرين، وأبرز أن اليمن لديه من المؤهلات ما يجعله جاهز لبناء السلام الداخلي وجعله مصدر استقرار للمنطقة التي ينتمي إليها، معربا عن أمله في أن تتوقف المواجهة وأن يتعاون الجميع من أجل الحوار تحت مظلة الأممالمتحدة، وتلبية نداء الدول الخليجية التي دعت إلى الحوار الذي أبدت المملكة العربية السعودية استعدادها لاستضافته. ... وتواصل جهودها مع الليبيين لتشكيل حكومة توافق وطني وفيما يتعلق بالجهود الجزائرية لمساعدة الفرقاء الليبيين على التوصل لحل سياسي للأزمة التي تعصف ببلادهم، قال لعمامرة، إن الجزائر تعمل مع الحكومة الليبية وكافة دول الجوار، من أجل مساعدة الفرقاء الليبيين على تجاوز الخلافات من خلال حوار وطني جامع وشامل وصولا إلى مصالحة وطنية وبناء مؤسسات ديمقراطية كخطوة لا مفر منها. وأكد المتحدث أنه من الضروري مساعدة الفرقاء الليبيين على إنشاء حكومة توافق تكون هي المؤهلة لتسيير أمور البلاد في مرحلة انتقالية، إلى غاية توصل الليبيين إلى اعتماد أسلوب توافقي وإجراء انتخابات بناء على متطلبات هذا الدستور الجديد، يكون متبوع بإنشاء جيش وطني ليبي في هذا الإطار كجزء لا يتجزأ من الحل السلمي المنشود، مجددا دعم الجزائر لجهود مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برنادينو ليون.