فوجئت، وأنا أتصفّح يوميتكم الغرّاء، بنشر معلومة عارية تمامًا عن الصحّة، وتتعلّق بزيارتي إلى البحرين في إطار المهمّة التي كُلّفتُ بها، وهي توجيه الدعوات لوزراء الثقافة العرب وبعض الشخصيات والهيئات الثقافية العربية. وبموجب حقّ الردّ، وإفادة للقارئ الكريم والرأي العام، فإنّ لقائي بالسيّدة وزيرة الثقافة رئيسة الهيئة البحرينية للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمّد آل خليفة تمّ بمكتبها يوم الإثنين 30 مارس بحضور سفير الجزائر لدى المنامة السيد السايح قادري، ودام أزيد من ساعة ونصف، حيث عبّرت الوزيرة عن سعادتها بالدعوة، وأبلغتنا موافقتها على حضور حفل افتتاح فعالية قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، واستعداد البحرين للمشاركة بأسبوع ثقافي يبرز التنوّع الذي يميّز هذا البلد العريق في التّاريخ. ولمستُ شخصيا من لقائي بالسيّدة الوزيرة المثقفة، رغبة في تطوير التعاون الثقافي مع الجزائر التي تحمل لها كلّ محبة وتقدير، وأبانت عن اطلاع واسع على الثقافة الجزائرية قديمها وحديثها، وأهدتني كتابين هما “مختارات من عمارة العالم العربي 1914- 2014” و”النساء الأمازيغيات في المغرب”، إذ أن للوزيرة اهتمام واسع بالتراث العربي والأمازيغي على حدّ سواء، وتملك مشاريع في هذا المجال. علمًا أنّ الموعد مع الشيخة مي تمّ ضبطه بالتنسيق مع سفارة الجزائربالمنامة، وكانت الفرصة مناسبة لتبليغ عائلة الشاعر البحريني الكبير الفقيد عبد الرّحمن رفيع تعازي صديقه السيّد رئيس الجمهوريّة عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما ترك أثرًا كبيرًا في نفس نجله الأكبر فهد عبد الرحمن رفيع. وبشأن تظاهرة قسنطينة، أنتهز هذا المنبر لأفيد القراء، بأنّني قابلت أربعة عشر وزيرا للثقافة في كل من مصر وقطر والكويت والإمارات وسلطنة عمان والكويت وتونس والأردن ولبنان وسوريا والسودان وموريتانيا والبحرين والمغرب لاحقًا، وعشرين شخصيّة ترأس هيئة ثقافية أمثال نبيل العربي والأمير الحسن بن طلال وخالد الفيصل والبابطين وجمعة الماجد وسيف المرّي ومحمّد سلماوي وريم العلي، ومديري الأيسكو والإيسيسكو والمؤتمر الإسلامي... وغيرهم. إنّ هذه الرحلة التي قمتُ بها لتبليغ دعوات حضور حفل افتتاح التظاهرة، كانت فرصة لمعرفة المكانة التي تحوزها الجزائر في وجدان المثقفين والمؤسسات الثقافية العربيّة، والتقدير الكبير الذي يحملونه لقسنطينة، هذه المدينة التي اختزلت تاريخ الجزائر عبر خمسة عشر قرنا من الوجود، كونها العاصمة الأولى للآباء المؤسسين لمملكة نوميديا، وذات التاريخ الحافل بالمقاومة عبر مسيرتها، التي توّجت بإنجاب نخبة من رموز الجزائر في الثقافة والإبداع من عبد الكريم الفقون وعبد الحميد بن باديس ومالك بن نبي ومالك حداد وكاتب ياسين وزهور ونيسي وأحلام مستغانمي وفضيلة الفاروق ومحمد زتيلي وعبد الله حمادي وسليم بوفنداسة ونورالدين درويش ومحمد شايطة وعبد الوهاب زيد ومنيرة خلخال وغيرهم من الوجوه التي تزيّن المشهد الثقافي والفني الذي يتصدره الحاج محمد الطاهر الفرڤاني وكمال بودة ومسرحها المتألق باستمرار... إنّ ما نأمله أن يكون الاحتفاء بقسنطينة أوّلا، لأنّها تستحق أن تكون كما كانت حاضرة للثقافة والمعرفة، فتحتفي هي بضيوفها الذين سيحتفون بالمدينة التي اختزلت الجزائر في التاريخ والثقافة والفن والإبداع. بادرت بنشر هذا التوضيح إزالة لكل لبس أو محاولة لأي قراءة تسيء إلى صورة العلاقات التاريخيّة بين البحرينوالجزائر، وهي عميقة وعريقة جدّا. عزالدين ميهوبي سفير تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربيّة