أكدت وزيرة الثقافة البحرينية مي بنت محمد آل خليفة ل''الشعب'' أن الثقافة هي تفاعل وتجاذب وخطاب بين الشعوب، باعتبارها لغة عالمية لا تقتصر أو تنحصر في منطقة معينة، حيث تساعد في جمع وترميم كل شرخ قد يتعرض إليه أي مواطن أو أي بلد. وتحدثت ذات المسؤولة البحرينية ل''الشعب'' عن احتضان البحرين لتظاهرة المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012، حيث يعلن بلدها هذه السنة عن ''عام متواصل من الحب، الأمل والاختلاف، تقوم فيه على 12 عمودا فكريا، وتحتفل في كل شهر منه بثيمة مختلفة ومغايرة منها التشكيل، الشعر، العمارة، وتراجم''، مضيفة أن 2012'' ليس عاما ثقافيا ولا موسما عابرا، هو فقط يرتكب الحب والخيارات الثقافية على مرأى من هذا العام.'' وقد تم، حسب وزيرة الثقافة البحرينية، توزيع شهور السنة على مجالات متعددة، حيث وزعت الأنشطة على الشهور، ليحمل كل شهر طابعا معينا، لتوظف فيه ورشات عمل، محاضرات لأسماء مثقفة مميزة، إصدارات وتراجم عن أي لغة عالمية إلى اللغة العربية، وقد أكدت مي بنت محمد آل خليفة في هذا الصدد أن 12 كتابا سوف يدشن في الشهر الأخير من التظاهرة وهو شهر الوطن. وتسعى وزارة الثقافة البحرينية، حسب ما أوضحته مي بنت آل خليفة ل ''الشعب''، إلى تأسيس البنية التحتية للثقافة، معتبرة أن هذا هو الأساس الأول لفكرة وإنشاء العواصم الثقافية، حيث يتم تدشين المسرح الوطني للبحرين، والعديد من المباني التراثية، التي يتم ترميمها وتوظيفها كمراكز للزوار، إلى جانب احتضان المنامة مركزا اقليميا للتراث العالمي، ''وهو من فئة 2 مع منتظمة اليونسكو.'' وعن التحولات التي عاشتها الأمة العربية، و ما اصطلح عليه الربيع العربي، فقد أكدت ذات المسؤولة أن الثقافة ليست بحرينية، بل هي لغة عالمية يتخاطب الجميع بها، مؤكدة في هذا الصدد أن بلدها يعيش عصرا ذهبيا في المجال الثقافي، قائلة ''هناك الكثير من المنشآت والحراك الثقافي القوي، الذي سيتضح بمشاركتكم في تظاهرة المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012. كما أكدت وزيرة الثقافة البحرينية أن الثقافة تجمع وترمم كل شرخ قد يتعرض إليه أي مواطن أو بلد، حيث قالت ''البحرين ليست استثناء من العالم، وهي معروفة بانفتاحها، وربيعنا عشناه قبل الجميع بعشر سنوات، مع مشروع إصلاحي كرسه جلالة الملك وبدأنا فيه عهدا زاهرا ورائعا، هو الذي أتاح مساحة كبيرة من الحرية، ربما بعض الناس لا يجيدون احترام الحرية المعطاة لهم.'' وفي ردها عن سؤالنا حول النقص الذي تعيشه الثقافة العربية رغم الفعاليات وكبرى المهرجانات التي تنظم بمختلف أقطارها، أرجعت وزيرة الثقافة البحرينية اللوم إلى بعض المثقفين، الذين يعتمدون اعتمادا كاملا على الأخر، موضحة في هذا الصدد امن المبادرات الجادة تأتي لتعطي ثمارها من تلقاء نفسها، حيث ''أن المثقف الذي يحاول جادا يصل ومن يعتمد على الآخرين وينتظر الفرص فلا تأتي.'' وقد صدر عن وزارة الثقافة البحرينية كتابا، يتناول 12 شهرا المميز لتظاهرة المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012، حيث يحمل الشهر الأول اسم ''التشكيل''، والذي كتب عنه بين طيات الإصدار ''الفن هو مواجهة المستحيل، والحرية قانونه الداخلي.'' ليكون الشهر الثاني حول ''العمارة'' التي قالت عنها زها حديد ''أتمنى أن أرى ربيع العمارة العربية''، والذي يتناول الأشكال والاستخدامات المعاصرة للاماكن العامة وتطبيقاتها في العالم العربي. كما تناولت المجلة شهر التراث، حيث تشكل حقبة ما قبل التاريخ 90 في المائة من تاريخ الإنسانية، إضافة إلى شهر المتاحف، حيث تكون رؤية تتطلع للاندماج في المحيط الشعبي والتعامل المباشر مع الجمهور في اتصال بين التراث وبينهم، وقد جاء في المجلة عبارة مفادها ''إذا كانت المتاحف تعنى عادة بالتراث الإنساني المادي فإن أساس وجودها يتمثل فيما تسديه من خدمات للمجتمع''، كما تناولت المجلة أشهر العمارة، التصميم، الشعر، التصميم، تراجم، فكر، موسيقى، بيئة، مسرح، ووطن