خصصت مصالح بلدية سرايدي بعنابة أكثر من مليار دينار، غلافا ماليا لصيانة وتهيئة الطرقات، سعيا لفك العزلة عن عديد المناطق الريفية التي كابد سكانها الأمرين خصوصا خلال فصل الشتاء وتساقط الثلوج. يعتبر ربط بلدية سرايدي الواقعة في أعالي جبال الايدوغ، بباقي بلديات الولاية، وعلى الخصوص بلدية وسط عنابة، من المطالب التي نادى ومازال ينادي بها سكان هذه البلدية التي يغلب عليها الطابع الريفي والمفتقرة للعديد من الهياكال الخدماتية، على غرار التعليم و الصحة، ما شكل محور الضرر الذي ألم بمواطنيها جراء اهتراء شبكة الطرقات، والتي أتلفت بشكل كبير وخطير، خصوصا بعد تسجيل عديد الانزلاقات الناجمة عن تساقط كبير في كميات الأمطار والثلوج منذ بداية السنة الجارية. وكانت ضاحية بوزيزي أولى المناطق التي يتم حاليا تنفيذ المشروع بها، حيث تمت مباشرة أشغال تعبيد الطريق وتزفيته لربط السكان ببلدية وسط عنابة وتسهيل التنقل، بعدما أتت بشكل كلي أمطار الشتاء على هذا الطريق مخلفة الحفر والانزلاقات الخطيرة، ما كان سببا في شل حركة نقل الحافلات بشكل شبه كلي طوال فترة تساقط الأمطار منذ بداية السنة الجارية، حيث تدخل عناصر الجيش من أجل فتح الطرقات نتيجة تراكم كميات هائلة من الثلوج في عين المكان. الوضعية التي عممت على كامل المسالك والطرقات عبر بلدية سرايدي، تطلبت التدخل العاجل والضروري من أجل إعادة صيانة شبكة الطرقات وتهيئتها لوضع حد لحالة الانعزال التي مازالت تفرض نفسها وبقوة على نسبة كبيرة من أحياء البلدية، التي تحتاج فعليا لإعادة النظر في السجل التنموي الخاص بها، سعيا لإلحاقها بباقي بلديات الولاية، حيث تبقى المشاريع الإسكانية أو الخدماتية قليلة جدا مقارنة بباقي البلديات التي تحظى باهتمام بالغ، على غرار بلديات البوني، برحال، سيدي عمار، الحجار وغيرها، في الوقت الذي تبقى بلديات أخرى، على غرار بلدية سرايدي حبيسة نقطة الثبات بعدم إدراج مشاريع تنموية تغير واقعها المزري الذي زاد تعقيدا، خصوصا بعد حالة الإهمال التي عرفتها شبكة الطرقات رغم مناشدة المواطنين منذ السنة الفارطة، مسؤولي الجماعات المحلية لفتح المسالك والطرقات من أجل بلوغ مساحاتهم الزراعية التي تركوها طيلة فترة العشرية السوداء لاستعادة نشاطهم وإعادة الحياة لها. من جانب آخر كان للتعطلات المتقطعة أحيانا والمستمرة أحيانا أخرى للمصعد الهوائي، الذي شكل الوسيلة الوحيدة لفك العزلة عن سكان بلدية سرايدي، سببا مباشرا لتخصيص غلاف مالي لإنجاز وتنفيذ مشاريع صيانة الطرقات عبر هذه البلدية، في انتظار حل معضلة هذا المصعد الذي كان يفترض أن يكون وسيلة نقل سياحية لمنطقة كان قد تم إعلان إقامة مشاريع سياحية بها رفقة بلدية شطايبي، غير أن شيئا لم يتحقق إلى اليوم في ظل فراغ إداري رهيب للعديد من المناصب السامية في عنابة، على غرار منصب الوالي ورئيس الدائرة.