خلايا الأزمة لم تفلح في فك الحصار عن العالقين شاحنات الحماية وكاسحات الثلوج لنقل المرضى العالقين بعنابة ؟ تذبذب معتبر في التزود بالمواد الغذائية والمنتجات الطاقوية بسطيف ؟ الطرق الوطنية 103 و77 و28 و75 لا تزال مغلقة دخلت السلطات العمومية، خلال 36 ساعة الأخيرة، في سباق مع الزمن لتزويد سكان القرى النائية بولايات شرق البلاد بقارورات غاز البوتان وإعادة التيار الكهربائي بصفة تدريجية للمناطق المتضررة، موازاة مع ضغط الحركات الاحتجاجية التي فجرها المئات من السكان العالقين للمطالبة بتدخل المصالح المعنية· وأكدت مصالح شركة توزيع الكهرباء والغاز بعنابة، إن استمرار موجة البرد التي تعرفها معظم المناطق الشرقية، يمكن أن يؤدي إلى حدوث انقطاعات أخرى في التزود سواء بالكهرباء أو الغاز· وذكر رئيس بلدية سرايدي في اتصال هاتفي مع ”البلاد”، أن الثلوج التي لا تزال تتساقط على قرية سرايدى بولاية عنابة تسببت في غلق نحو 80 بالمائة من شبكة الطرقات الداخلية لهذه البلدية أمام حركة المارة والسيارات· كما نتج عن تراكم الثلوج بهذه المنطقة الجبلية والتي بلغ سمكها 50 سنتيمترا تعطل العديد من النشاطات اليومية بهذه القرية التي تقع على علو900 متر من سطح البحر· وأمام هذه الظروف المناخية القاسية، اضطرت العديد من المدارس خاصة الابتدائية منها لغلق أبوابها بصفة ظرفية، في انتظار عودة الظروف الجوية إلى الاستقرار· من جهة أخرى، سجلت بفعل التقلبات الجوية التي تشهدها منطقة عنابة على غرار باقي جهات الوطن، انقطاعات متكررة في التموين بالتيار الكهربائي بسرايدي وغلق الطريق الرئيسي الذي يربط عنابة بسرايدي وكذا الطريق الرابط بين سرايدي وبوزيزي· ولتمكين سكان المنطقة من قضاء شؤونهم اليومية، سخرت مصالح الجيش الوطني والحماية المدنية أربع كاسحات للثلوج لفتح الطرقات المغلقة، بالإضافة إلى تجنيد وسائل وفرق من الحماية المدنية والمصالح التقنية لبلدية سرايدي لتسهيل نقل المرضى وتموين السكان بمستلزماتهم اليومية، حسبما تمت الإشارة إليه· أما بخصوص يوميات المواطنين، فإن العديد منهم أجبر على التوجه إلى عاصمة الولاية مشيا على الأقدام وقطع نحو 12 كيلومتر للتزود بالحليب والخبز وبعض المواد الاستهلاكية الأخرى، بعد أن أغلقت الثلوج الطريق الرئيسي، إلى جانب تعطل المصعد الهوائي بسبب الإقبال الكبير للمواطنين الراغبين في التمتع بالثلوج، في الوقت الذي تم فيه تسجيل ندرة حادة في قارورات غاز البوتان، وهي الوضعية التي استغلها المضاربون لفرض منطقهم، حيث وصل سعر القارورة الواحدة إلى عتبة 700 دج، مع نفاذ كلي للكمية التي كانت مطروحة للبيع، مما أرغم المواطنين على التوجه إلى بلدية البوني لجلب قارورات الغاز، لا سيما بعد تأكيد مديرية الطاقة بالولاية من توفير 9000 قارورة غاز البوتان يوميا· غير أن بلديات الشرفة والعلمة وعين الباردة شهدت موجة من الاحتجاجات تنديدا بأزمة ندرة قارورات غاز البوتان· وبسطيف وهي المنطقة المعروفة بقساوة فصل الشتاء، فإن استمرار تساقط الثلوج بكميات كبيرة خلال ليلة االثلاثاء إلى الأربعاء، أدى إلى عزل العديد من القرى والبلديات الواقعة شمال الولاية، ما أسفر عن تذبذب معتبر في تموينها بالمواد الغذائية والمنتجات الطاقوية· ولا تزال الطرق الوطنية رقم 103 و77 و28 و75 بين سطيف وولايات كل من برج بوعريريج وميلة والمسيلة وباتنة مغلقة أو صعبة المسلك، خاصة بتيغزرت وعين سلطان وعين ولمان وحمام السخنة، كما أوضح ذات المصدر، مشيرا إلى أن وسائل وآليات هامة تم تسخيرها لإزالة الثلوج بهذه المحاور وذلك من طرف مصالح كل من الأشغال العمومية والحماية المدنية· وبالأوراس تعطلت أمس حركة مرور المركبات بعاصمة الولاية باتنة، بسبب التساقط الكثير للثلوج الذي سجل طوال الليل· ووجهت في هذا السياق خلية الأزمة التي تم تنصيبها بالولاية لمواجهة أي طارئ ناجم عن التساقط المكثف للثلوج عبر أمواج إذاعة باتنة، نداءا إلى الأولياء بضرورة عدم إرسال أبنائهم إلى الدراسة بصفة استثنائية، حيث أغلقت معظم المؤسسات التربوية حفاظا على سلامة التلاميذ· وناشدت الخلية من جهة أخرى المواطنين وأصحاب المركبات البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى بغية تسهيل مهام دوريات المصالح المكلفة بفتح الطرق وإغاثة بعض العالقين فيها، وكذا عدم عرقلة القوافل المحملة بالمؤونة والوقود نحو المناطق النائية والمعزولة· كانت مديرية التربية بباتنة قد أحصت 30 مؤسسة تم غلقها بالمناطق الجبلية الوعرة إلى حين تحسن الأحوال الجوية، إلا أن تواصل تساقط الثلوج جعل العدد يرتفع ويمس حتى عاصمة الولاية· ويتم من حين إلى آخر عبر أمواج إذاعة باتنة الجهوية، بث الأرقام التي بإمكان المواطنين الاتصال من خلالها طلبا للنجدة أو المساعدة مع تقديم نصائح وإرشادات وخاصة إلى مستعملي الطرق· وبأم البواقي، سجل أيضا توقف الدراسة بأغلبية المؤسسات التربوية، بالنظر إلى التساقط الكثير للثلوج، حيث أوضحت مصالح التربية أن توقف الدراسة بالمدن فاق 40 بالمائة فيما كانت بالجهات الريفية بنسبة 100 بالمائة· وعلى الرغم من فتح مجموع الطرق الوطنية والولائية اليوم، إلا أن حركة المرور تبقى صعبة جراء استمرار تساقط الثلوج لليوم الرابع على التوالي، حسبما أكده مدير الأشغال العمومية، مشيرا إلى أن العمال المدعمين بالآليات وعتاد التدخل قاموا طوال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بفتح عديد المحاور، خاصة تلك التي توصف ب”السوداء”، على غرار شوف الدابة (عين فكرون) وفج الخورشف (عين البيضاء) باتجاه تبسة· وفي ولاية الطارف تسبب تساقط الثلوج أول أمس بالمناطق الحدودية خاصة ببلدية العيون، في توقف حركة العبور وتنقل الأشخاص والبضائع لأكثر من 7 ساعات من وإلى تونس عبر المعبر الحدودي العيون المحاذي للمعبر الحدودي ببوش التونسي·