تطرح الإستراتيجية التي أقرّها والي العاصمة عبد القادر زوخ، المتعلقة بتطوير مدينة الجزائر من خلال إعطاء الأولوية للجانب الجمالي للمحيط، بتهيئة المساحات الخضراء وفتح مجال لغرس أشجار النخيل على المحاور الكبرى من الطرقات الكثير من التساؤلات، على الرغم من إبرام صفقات مع الشركات الموردة للنخيل وتخصيص مبلغ 90 مليار سنتيم لغرس 5000 نخلة ”بسكرية” بعد إعلان عن مناقصة وطنية فازت بها إحدى الشّركات المصدرة للنخيل، في ظل التلاعبات الكبيرة إثر الحالة السيئة التي باتت تعاني منها أشجار النخيل نظرا لعدم غرسها بإحكام بالطرق السريعة بين عكنون والدار البيضاء في شطره المار ببلدية سيدي فرج وكذا الطريق المزدوج المطل على البحر الرابط بين بلديتي المحمدية وسيدي امحمد، دون الحديث عن الأشجار ”اليابسة” التي شوهت المنظر.. فهل المصالح الولائية تهدر المال العام لإبرام صفقات مالية على أشجار نخيل ”ميتة” لا يقل ثمن الواحدة منها عن 8 ملايين سنتيم؟ تطمح المصالح الولائية تطبيق المخطط الاستراتيجي في مرحلته الأولى الذي يهدف إلى تحديث وعصرنة العاصمة من خلال تخصيص مبلغ 90 مليار سنتيم لتزيين المدينة بأكملها نحو غرس 2000 نخلة كمرحلة أولية ضمن 5000 نخلة غير مثمرة على طول الطرق السّريعة، لتشمل الواجهة البحرية بعد طرح مناقصة وطنية فازت بها إحدى الشركات المصدرة لأشجار النخيل، والتي تتولى في المرحلة الأولى استكمال غرس 2000 شجرة على طول الطرق السريعة، منها الطريق السريع الرابط بين المطار الدولي وزرالدة، والطريق المزدوج للواجهة البحرية لولاية الجزائر إلى غاية الجهة الشرقية من بلديات المحمدية. وتستدعي الحالة الكارثية التي وصل إليها مشروع غرس أشجار النخيل إعادة النظر من قبل المسؤولين المشرفين على عملية الانجاز وإعادة النظر بالشركة المكلفة بتصدير هذه الأشجار، خاصة بعد الحوادث التي سجلت من قبل مصالح الحماية المدنية إثر عملية الزرع الخاطئة التي أسقطت العديد من الأشجار على طول الطرق السالفة الذكر بعد الرياح القوية التي هبت مؤخرا، وأدت إلى قطع الطرقات لساعات طويلة. ورغم أن مشروع محمد عدو كلف الخزينة الولائية 90 مليار سنتيم، أي بمعدل 08 ملايين سنتيم للنّخلة الواحدة على الأقل، إلا أن أغلب الأشجار التي تم غرسها لم تنجح نظرا لكون أغلبها مالت للون الأصفر، نظرا لاختلاف الظروف المناخية كون البيئة الصحراوية معروفة بحرارتها اللافحة، فيما تشير تحقيقات قضائية بوهران منذ سنتين حول إبرام عقود بين عدة بلديات بالولاية وشركة ”وهران الخضراء” والشركات الموردة للنخيل، بطلب من والي الولاية. وجاء قرار الوالي آنذاك بعد ملاحظته في الخرجات الميدانية التي قام بها إلى مختلف بلديات الولاية، خاصة بالطريق السريع الرابط بالمطار الدولي أحمد بن بلة، أين وقف على الحالة السيئة التي تعاني منها أشجار النخيل اليابسة التي غدت تشوه طرقات وحدائق وهران.. فهل أتى الدور على عاصمة البلاد أيضا بهدر المال على مشروع ”فاشل” لم يتم استكماله بعد، كون السلطات الولائية تطمح بعد استكمال مرحلة زرع النخيل في زرع العشب الطبيعي على نفس المحاور. وبهدف مواصلة المشروع أتى الدور على البلديات التي تعيش بحبوحة مالية انطلاقا من بلدية وادي السّمار، التي اقتنت حوالي 100 نخلة تم غرسها على طول الطريق الرابط بين مدينة الحراش ووادي السمار، على غرار الأحياء الداخلية، منها مدخل الملعب لحي العالية، وهو ما أثار استياء المواطنين وسخطهم من بعض الطرقات المهترئة وإعطاء الدور على الجانب الجمالي العكسي نظرا لغرسها ثم إعادة نزعها وإعادة غرسها مرة أخرى، فيما اقترح البعض أشجار ”الكوكوز” التي تشبه أشجار الصنوبر غير المكلفة.