مباشرة بعد إعلان الحكم بيشاري لصفارة النهاية وتتويج فريق مولودية بجاية بالكأس الغالية, لم ينتظر أنصار ليكراب رؤيتهم للاعبيهم وهم يحملون الكأس, حيث خرجوا إلى شوارع, مشكلين طوفانا بشريا غير مسبوق. واكتظت الشوارع الرئيسية والساحات العمومية لمدينة بجاية, بآلاف المشجعين الذين كانوا يرتدون اللونين الأسود والأخضر, كما رددوا الشعارات المعروفة للفريق وهتفوا بحياة اللاعبين والمدرب عبد القادر عمراني. ولم يسبق لمدينة يماقوريا أن عاشت أجواء فرحة شعبية ومجنونة وعفوية كهذه منذ صعود الفريق لحظيرة الكبار فكانت نشوة التتويج صعبة الوصف وذلك بعد مباراة نهائي حبست أنفاس مئات آلاف عشاق ليكراب سواء كانوا على مدرجات ملعب تشاكر بالبليدة أو أمام أجهزة التلفزيون أو الشاشات الثلاث العملاقة التي وضعت بوسط المدينة وعمت أجواء فرحة عارمة بالساحات العمومية وشوارع بجاية, فور انتهاء المباراة, وانطلقت مواكب للسيارات طالقة العنان لمنبهاتها وسط زغاريد النسوة من على شرفات المباني, وهتافات الأنصار رافعين آلاف اللافتات على شرف زملاء, لتستمر هذه الأجواء الصاخبة بالمدينة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. صدمة في الأربعاء بعد خسارة حلم معانقة الكأس انقطعت بصفة مفاجئة الأفراح التي عاشتها منطقة الأربعاء منذ تأهل الفريق إلى نهائي كأس الجزائر, عقب إخفاق الفريق في التتويج بالسيدة الكأس ودخول التاريخ وتحوّلت مدينة الأربعاء إلى مدينة أشباح بعد الخسارة أمام الموب. وأمام ‘'فاجعة'' الإخفاق في التتويج بالكأس, فقد ألغيت كل الاحتفالات التي كانت مهيأة لهذا الحدث, ونكست كل الرايات التي ترمز للونين الأزرق والأبيض, وكأن المدينة دخلت في حداد أسفا على تضييع فرصة دخول التاريخ والتتويج بأول لقب في سجل النادي, وفضل أغلب المناصرين الركون إلى منازلهم من وقع الفاجعة, وقد خيّم صمت رهيب على شوارع المدينة, وانعدمت فيها الحركة بعد أن كانت الجماهير العريضة تحضر لاستقبال الكأس الأولى في تاريخ النادي, حيث خاب ظن الجميع وكانت مدينة الأربعاء وكأنها مدينة أشباح. وانقسمت جماهير الفايكينغ في نظرتها للمباراة النهائية, فالبعض بدا ناقما من اللاعبين بسبب إهدارهم لثلاثة فرص سهلة, وهو ما كان وراء الهزيمة, في حين عبّر البعض الآخر عن رضاه بالمستوى الطيب الذي ظهر به أشبال المدرب ميهوبي, في هذا الموعد وكل منافسة الكأس, مشيرين إلى أن الخسارة ليست نهاية العالم.