انقطعت بصفة مفاجئة الأفراح التي عاشتها معاقل الحراش منذ تأهل الاتحاد المحلي إلى نهائي كأس الجزائر على حساب حاملها وفاق سطيف، عقب إخفاق الفريق في نيل الثالثة في تاريخه أمام شبيبة القبائل، الفائز بهدف لصفر، فكانت بمثابة صدمة للأنصار الذين كانت تحدوهم ثقة عمياء بانتزاع التاج عملا بمقولة ''لا اثنتان بدون ثالثة''. تحولت الضاحية الشرقية للجزائر العاصمة إلى مدينة أشباح بعد خسارة الفريق في النهائي أمام شبيبة القبائل، وذلك من وقع الصدمة، لأن كل الظروف كانت في صالح ''الصفراء'' لجلب الكأس إلى الحراش من أجل ملئها بماء وادي هذه المدينة، سواء من خلال الأعداد الغفيرة التي تنقلت إلى ملعب 5 جويلية على بكرة أبيها، والتي تفوق بكثرة أعداد مناصري شبيبة القبائل، وكذا المعنويات المرتفعة لرفاق بومشرة بعد إقصائهم لوفاق سطيف وتعادلهم أمام اتحاد العاصمة، على عكس المنافس الذي عاد من الغابون بهزيمة ثقيلة في كأس ''الكاف''. وأمام ''فاجعة'' الإخفاق في التتويج بالكأس الثالثة، فقد ألغيت كل الاحتفالات التي كانت مهيأة لهذا الحدث، ونكست كل الرايات التي ترمز للونين الأصفر والأسود، وكأن المدينة دخلت في حداد أسفا على تضييع فرصة انتزاع النجمة الثالثة في منافسة كأس الجزائر، وفضل أغلب المناصرين الركون إلى منازلهم من وقع الفاجعة، في حين راحت مجموعات تعلق على أداء الفريق، ونال دوخة وقريش حصة الأسد من انتقادات المحبين الذين حملوهما مسؤولية الخسارة، في حين أعاب البعض الآخر على المدرب شارف إقحامه قريش ضمن التشكيلة الأساسية، وهو لم يتعاف كلية من إصابته. أما أنصار شبيبة القبائل الذين يقطنون أحياء مدينة الحراش، فلم تظهر صور الفرحة لديهم، تجنبا لأي احتكاك مع أنصار الاتحاد، في حين اكتفت نسوتهن بإطلاق العنان للزغاريد تعبيرا عن فرحتهن بتتويج ''الكناري'' أمام حسرة أنصار ''الصفراء''.