كشف الدكتور فتحي بن أشنهو، مختص في الطب العام والعلاج بمياه البحر، ل”الفجر”، على هامش المؤتمر المغاربي للقابلات، أن الطبيب العام والقابلات في المقام الأول لرعاية المرأة الحامل، وأن المتابعة الطبية يجب أن تكون في الشهرين الثامن والتاسع من طرف فريق مختص في التوليد، علما أن مشكل القابلات يعتبر مشكل المنظومة الصحية الذي يبدأ على مستوى المستشفيات الجامعية. أوضح الدكتور فتحي بن أشنهو، خلال إجابته على سؤالنا حول هل كل امرأة تم توليدها عن طريق عملية قيصرية كانت فعلا تحتاج لهذه العملية أم لا؟ بقوله:”العمليات القيصرية في تزايد مستمر، وهناك معايير قد حددتها المنظمة العالمية للصحة من أجل إجراء العملية، والجزائر أحد البلدان التي لا تحترم هذه المعايير”. كما أكد أن المنظومة الصحية بالجزائر تتوفر على إمكانيات تؤهلها لرعاية المرأة الحامل طوال فترات حملها بشكل جيد، إلا أن نقص الوعي بالثقافة الطبية للمجتمع من جهة والتجاوزات التي تحدث من قبل أهل المهنة من جهة أخرى، جعل تعقيدات عملية التوليد تسجل ارتفاعا في الآونة الأخيرة بتزايد نسبة العمليات القيصرية. وقد أكد فتحي بن أشنهو أن أهم شيء هو متابعة الحمل طوال مراحله، والملاحظ أن المرأة تبقى مهملة جانبها الصحي إلى غاية الولادة. فالمتابعة الطبية يجب أن تكون قبل الزواج بإجراء مختلف التحاليل الطبية لتشخيص الأمراض المزمنة إذا وجدت، كمرض السكري وضغط الدم والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها، فإصابة المرأة الحامل بمرض مزمن سيؤدي إلى إجراء عملية قيصرية. على هذا الأساس فإن التكفل السليم بالحمل يبدأ قبل الزواج. ليضيف ذات المتحدث أن هناك أمراضا تكتشف لدى المرأة داخل قاعة التوليد، ومنهن من لا تعرف حتى فصيلة دمها. حيث أن المنظمة العالمية للصحة تقول أن عملية ولادة الحمل الأول يجب أن تكون في المستشفى، هذه الأخيرة لها علاقة مباشرة بالمراكز الصحية، والمتابعة الطبية عند الطبيب العام ضرورية. ليؤكد بن أشنهو أن الجزائر تتمتع بنظام صحي يؤهل مراكزها الصحية برعاية المرأة الحامل قبل دخولها المستشفى، وأن نتجاوز فكرة التفرقة بين القطاع العام والخاص.. لأن الأهم هو وجود الكفاءة المهنية ومن الضروري وجود هيئة مراقبة مستدامة للعيادات الطبية الخاصة. من جهة أخرى، صرحت البروفيسور حورية زڤان، رئيسة مصلحة قسم التوليد وطب النساء بالنيابة بمستشفى نفيسة حمود (بارني سابقا)، أن قرار العملية القيصرية الذي تجسده القابلة هو عبارة عن قيمة مضافة لمهنتها، وهناك ثلاثة أنواع من العمليات القيصرية.. العملية القيصرية المبرمجة، العملية القيصرية الطارئة، والعملية القيصرية المخادعة. أما الأولى فهي التي تكون بدءا من الإنجاب الثاني، والثانية لم يهيأ لها قبلا، أما النوع الثالث فليست مناسبة كون الطبيب المختص لم يقررها. على هذا الأساس فقد أكد الأطباء المختصون عبر مداخلاتهم على ضرورة الفحص الطبي الشامل والمختص قبل حدوث الحمل، لما له من آثار إيجابية على المتابعة الطبية بدءا من حدوثه إلى غاية وقت الولادة.