أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة أحكاما البراءة و20 سنة سجنا نافذا، بتهم الحيازة والمتاجرة في المخدرات ضمن جماعة إجرامية منظمة، الملف المتابع فيه ستة أراد من شبكة إجرامية مختصة في المتاجرة وترويج المخدرات من نوع القنب الهندي بين ولايتي البليدةوالشلف، بين أفرادها بارون وشرطيان من مدينة المدية للتمويه. وحاول المتهمون الستة في قضية الحال إنكار الوقائع المنسوبة إليهم. وأوضح ”ن. يوسف” أن عمه ”ن. سليمان” البارون في الشبكة أعلمه بأنه سيرسل له سلعا عبارة عن قطع غيار، غير أنه تفاجأ فيما بعد بأنها مخدرات، وعندما استفسره عن الأمر قام بتهديده، فيما نفى أشقاؤه الثلاثة علاقتهم به وبأنه كان يرسل لهم الأموال التي اشتروا بها سيارات فخمة ومساكن، وهي الإفادات التي التمس النائب العام بناء عليها عقوبة السجن المؤبد في حق جميع المتهمين، لتدين المحكمة بعد المداولات كلا من ”ن. يوسف” و”ف. أحمد” و”ش. عبد القادر” بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، وبرأت أشقاء البارون ويتعلق الأمر بكل من نصر الدين، جمال وإبراهيم من الأفعال المتابعين بها. وانطلقت وقائع القضية، حسب مجريات المحاكمة، في ال30 ماي 2009 عندما تمكنت مصالح الأمن من إلقاء القبض على شخص يدعى ”ح. عبد الوهاب” بناء على معلومات تلقتها بخصوص ترويجه المخدرات، حيث تم ضبط بمسكنه 106 قالب من المخدرات بوزن 46 كلغ، واعترف أثناء التحقيق معه بانتمائه إلى شبكة لترويج المخدرات وبدوره في توزيعها على المروجين الذين كشف عن هويتهم، ويتعلق الأمر بكل من ”ف. أحمد” و”ش. عبد القادر”، مؤكدا في تصريحاته أن المتهم ”ن. يوسف” هو الذي كان يمونه بها، هذا الأخير الذي ألقي عليه القبض في اليوم الموالي بمسكنه الكائن بالبليدة حيث تم ضبط 100 كلغ من القنب الهندي مخبأة بإحكام على سطح المنزل موزعة على أربعة أكياس، يحوي كل واحد منها 25 كلغ على شكل قوالب وأثناء استجواب المتهم صرح أن المخدرات تخص عمه البارون ”سليمان” المتواجد في حالة فرار، كونه لا يزال بالمغرب، أرسلها له من أجل تخزينها وأحضرها شخصان على متن شاحنة داخل صناديق خاصة بالخضر من أجل التمويه. وبناء على تعليماته، يتم ترويجها فيما بعد. ومن خلال التحريات التي قامت بها مصالح الأمن، تم توقيف المتهم ”ش. عبد القادر” وهو شرطي بالمدية، بعدما اتصل هاتفيا بالمتهم ”ح. عبد الوهاب” الذي كان بدوره بمركز الشرطة التي ألقت القبض عليه، وطلب منه تمكينه من المخدرات بغرض نقلها إلى ولاية الشلف. وتوصلت الشرطة إلى أن المتهمين مازالوا يعملون على نقل المخدرات التي كانت تستورد من المغرب بين ولايتي البليدةوالشلف، حيث كان المتهم ”ن. يوسف” يتولى مهمة تخزين وتوزيع المخدرات لفائدة عمه البارون سليمان، فيما يقوم ”ف. أحمد” و”ش. محمد” وهو الذراع الأيمن للبارون بنقلها ثم ترويجها بالولايتين وحتى بالعاصمة، حيث يتولى أشخاص آخرون المهمة، من بينهم أشقاء البارون ”ن. جمال” و”ن. إبراهيم” و”ن. نصر الدين”. ومن بين أفراد الشبكة شرطيان بالمدية كانا ينشطون ضمنها بغرض التمويه، وتمكنت مصالح الأمن من ضبط كمية تقدر بقنطار و46 كلغ من القنب الهندي بحوزة المتهمين الذين ألقي القبض على ستة أفراد، ثلاثة منهم أشقاء البارون.