تمارس حركة مجتمع السلم سياسة ”التكتك” فيما يتعلق بالمشاورات التي أعلن عنها رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، قبل ثلاثة أشهر، واعتبرت قيادات من حمس أنها شأن داخلي ليست له أبعاد إعلامية، بالرغم من أن الإعلان كان رسميا من قبل رئيس الحركة، الأمر الذي يضع علامة استفهام حول جدية هذه المشاورات، وهل كانت محاولة لتوجيه أنظار الطبقة السياسية بعد مبادرة الأفافاس بخصوص ندوة الإجماع؟ تحدثت مؤخرا مصادر من داخل حركة مجتمع السلم عن الانتهاء من ضبط القائمة النهائية المتعلقة بالأحزاب والشخصيات والمؤسسات التي تنوي حمس التشاور معها في إطار سلسلة المشاورات التي أعلن عنها رئيس الحركة، خلال انعقاد مجلس شورى الحركة، إلا أنه وبعد مرور ثلاثة أشهر على هذا الإعلان، لم تصرح حمس عن نتائجها وبدت سمات التراجع عن الخطوة، حيث قال القيادي فاروق طيفور، في اتصال مع ”الفجر”، إن الحركة سبق لها وأن أعلنت عن سلسلة المشاورات التي وصفها بالعادية، والتي تدخل في إطار الشأن الداخلي وليست إعلامية، رغم أن رئيس الحركة هو من قرر أن يعطيها طابعا إعلاميا بعد أن صرح بها خلال انعقاد مجلس شورى الحركة نهاية شهر جانفي المنصرم، الأمر الذي يرجح أن تكون حمس قد أعلنت عن تلك المشاورات للرد على مبادرة جبهة القوى الاشتراكية بخصوص الإجماع الوطني، التي لم تر هي الأخرى النور بسبب رفضها من قبل أحزاب الموالاة والمعارضة على السواء. من جهته، نفى القيادي في حركة مجتمع السلم، عبد الرحمان سعيدي، في اتصال مع ”الفجر”، علمه بأي تفاصيل حول هذه المشاورات، إلا أنه رجح أن يتم الإعلان عن نتائجها خلال مجلس الشورى الذي سينعقد في غضون الأشهر القليلة المقبلة. من جهة أخرى وردا على سؤال متعلق بتلقي جبهة التحرير الوطني اتصالات من قيادات حمس، نفى القيادي في حزب الأفالان، السعيد بوحجة، تلقي المكتب السياسي للحزب أي اتصال متعلق بمشاورات أطلقتها حمس.