تعرف مختلف مناطق العاصمة، مع انطلاق توزيع قفة رمضان، حالة من الغليان والفوضى من طرف بعض المواطنين الناقمين على طريقة توزيعها ومحتواها الذي ظل يشكل عائقا لدى المسؤولين المحليين، بالنظر للتعليمة الوزارية ”المستعجلة” التي تتغير كل سنة وفق تغير المعطيات بفعل سياسة التقشف التي فرضت نفسها هذه السنة. أحدثت تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية ”المستعجلة” إلى جميع رؤساء البلديات بالعاصمة، والقاضية بتوزيع قفة رمضان على المحتاجين قبل 15 يوما من بلوغه، من خلال تقليص مبلغ القفة والاعتماد على مواد غذائية بدل صك بريدي، استغراب المعوزين في ظل الاستهتار بكرامة المواطن البسيط بعد التحضيرات ”الماراتونية” المتعلقة بتجديد الملفات وتأكيدات السلطات على منح مبالغ مالية من خلال طلب وضع شيك مشطب في الملف. وأشعلت عملية انطلاق توزيع شبه قفة رمضان مناطق متفرقة من العاصمة، في ظل اختلاف السلطات المسؤولة حول آلية العملية التضامنية بإطلاق تعليمات متناقضة تكشف فوضى التسيير، نتيجة أوامر الداخلية التي أدمجتها في إطار السياسة التقشفية بعد مراسلات استعجالية تفيد بتقليص المواد الغذائية بدل منح صك بقيمة 5000 و7000 دج حسب إمكانيات البلديات، مقابل تحضير ماراتوني من قبل المجالس البلدية من إيداع الملفات وإحصاء عدد مستحقيها، لتنزل أوامر الداخلية كالصاعقة عليهم لعدم تقبلهم إلغاء هذه المبالغ التي تمت برمجتها لمنحها للمعوزين وتعويضها بقفة لا تتعدى مكوناتها مبلغ 3 آلاف دخ، ما وضع أغلبيتهم في حيرة من أمرهم.. وبالرغم من استعداد ”أميار” بعض البلديات ”الغنية” لتضخيم المبلغ، إلا أن التعليمة جاءت على شكل التشديد على تقليص ميزانيتها، ما وضع أغلبيتهم بين مطرقة مواجهة المواطنين وسندان التلاعب بالمبلغ. واستغرب سكان بلدية حسين داي، لدى تقديم السلطات البلدية أول أمس استدعاءات لجمعهم بمحاذاة بنك وتشكيل طوابير لامتناهية ثم توجيههم إلى مستودع بمحاذاته لمنحهم كيسا بلاستيكيا يحوي شبه مواد غذائية لا تسمن ولا تغني من جوع، ما دفع أغلبيتهم إلى رفضها نظرا للاستهانة بهم كما وصفوها. وكشفت السيدة ”ل.ف” ل”الفجر” عن سخطها من الأهانة المستمرة في كل سنة لهم، خاصة بعد أن ظن أغلبيتهم عن حصولهم على مبلغ مالي حسب الوثائق التي تم إيداعها، فتحصلوا على مواد غذائية لا تتعدى محتوياتها 3000 دج من قهوة وسكر وطماطم في كيس بلاستيكي، ما دفع البعض إلى رفضها معتبرين ذلك إهانة في حقهم.