أثارت الرسالة التي بعث بها الفريق قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، إلى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ردود فعل الطبقة السياسية المعارضة، التي اعتبرتها سابقة سياسية وتندرج في سياق رسالة الرئيس التي بعث بها إلى مناضلي الحزب في المؤتمر العاشر. قال العضو القيادي في حزب العدالة والتنمية، عمار خبابة، في تصريح ل”الفجر”، إن رسالة قائد الأركان الفريق قايد صالح ”إيجابية كمبادرة، وهي سابقة في تاريخ الجزائر، حيث لم يسبق وأن شاهدنا رسائل مماثلة من مؤسسة الجيش إلى أي حزب سياسي”، مضيفا أن ”قايد صالح يجب أن يقوم مع جميع الأحزاب بمبادرات مماثلة عندما تعقد مؤتمراتها السياسية، وأن لا يقتصر ذلك على حزب الأفالان فقط”. وواصل المتحدث بأن ”الجيش يجب أن يعامل أحزاب السلطة والمعارضة بنفس المعاملة، وعليه مثلا أن يصدر رسالة تهنئة عندما يعقد حزب طلائع الحريات مؤتمره التأسيسي بعد أيام، ويعامل بن فليس بنفس الطريقة التي تعامل بها مع عمار سعداني”. وأبرز أن ”تلك المعاملة المتساوية مع الجميع، أساسها أن الجيش والأحزاب سواء تلك التي هي في السلطة أو المعارضة، تعبر عن طلائع الشعب وطموحات الجزائريين، والجيش هو جيش كل الجزائريين من دون أي اختلاف أو تمييز”، مشيرا إلى أن ”الجيش هو جيش الدولة ويجب أن يبقى كذلك، ويكون غطاء يتسع للجميع بدون استثناء”. من جانبه قال العضو القيادي في حركة حمس، عبد الرحمان سعيدي، في تصريح ل”الفجر”، إن الرسالة التي بعث بها الفريق قايد صالح، للأمين العام للأفالان، عمار سعداني، هي ”معاملة جديدة لم يسبق لنا أن لاحظناها”، موضحا أن ”الأمر كان سيكون عاديا لو كنا في عهد الحزب الواحد، حيث كان الجيش لديه عناصره في حزب جبهة التحرير الوطني، وكان يعتبر المربع الأخضر”. وواصل بأن ”الرسالة تعكس تزكية الجيش، وهي تندرج في سياق الرسالة الأولى التي بعث بها رئيس الجمهورية في بداية أشغال المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني”. وخلص للقول إنه يتعين على مؤسسة الجيش الوقوف على نفس المسافة من جميع الأحزاب السياسية، مؤكدا أن ”الرسالة كنا سنعتبرها عادية لو كان الظرف السياسي عاديا، ولكن الظرف السياسي غير العادي الذي تمر به الجزائر يجعلها ذات تأثير ومدلول كبيرين”. ذويبي: السلطة تحاول تجديد ما قد انتهت صلاحياته لمواجهة العجز أوضح الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في اتصال هاتفي مع ”الفجر”، أن السلطة تعيش في فراغ سياسي رهيب وعزلة كبيرة وتحاول تجديد ما قد انتهت صلاحياته لمواجهة العجز، قائلا ”نحن في مرحلة مؤشراتها تقول إننا لم نعد نعيش في زمن الحزب الواحد وإنما زمن الشخص الواحد”، مشيرا إلى أن رفض الطبقة السياسية الانضمام إلى السلطة دفعها إلى الاعتماد على الحزب الواحد لملء الفراغ، غير أن الأخير ليس قادرا حسبه على إخراج البلاد من المشاكل التي تتخبط فيها. وقال ذويبي إنها ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها المؤسسة العسكرية لإنقاذ حزب جبهة التحرير الوطني، مذكرا بالانتخابات التشريعية لسنة 2012 والطريقة غير القانونية التي استعملت في تلك الفترة من خلال تلقي أفراد الجيش الوطني الشعبي أوامر بالتصويت لصالح الأفالان. وحسب ذات المتحدث فإن هذا السلوك أساء للمؤسسة. وإقحامها لا يخدم الجزائر. متسائلا كيف يمكن لمؤسسة عسكرية أن تتدخل في الشأن السياسي؟ جيلالي سفيان: السلطة تحضر نفسها للانتخابات المقبلة من جانبه، قال رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، إن الأمور بدأت تتوضح وأن السلطة الحاكمة بدأت تحضر نفسها للانتخابات المقبلة في عملية انقلابية ضد الدولة ليبقى الحزب الواحد وزمرة الرئيس تتحكم في السلطة، مشيرا إلى الرئاسيات الفارطة، حيث قال إنه ”عندما فرضوا الرئيس لعهدة رابعة رغم حالته الصحية أحضروا جبهة التحرير لتنفيذ المؤامرة”. وأبرز جيلالي سفيان، في تصريح ل”الفجر”، أن هذه الرسائل تؤكد أنه لا توجد انتخابات ولا احترام لسيادة الشعب وإنما هناك الزمرة الواحدة تحت الوصاية الفرنسية، مشيرا إلى زيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر في 15 جوان الجاري، والتي وقال عنها إنها تدخل في إطار التحضير للانتخابات المقبلة، واصفا النظام الحالي بالخطير لكونه يخدم مصالح وأجندات أجنبية ضد الجزائر. جاب الله: لا غرابة في صدور مثل هذه الرسائل لأن الأفالان جهاز الدولة وقال رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، في رده على سؤال ”الفجر” حول قراءته لرسالة الدعم التي وجهها الفريق قايد صالح للأمين العام للأفالان، عمار سعداني، بعد أن حاز هذا الأخير على دعم كبير من طرف الرئيس بوتفليقة خلال المؤتمر العاشر للحزب، أنه ”لا يوجد غرابة في صدور مثل هذه الرسائل لأن حزب جبهة التحرير الوطني جهاز الدولة منذ الأمس فهي عرابة السياسة والعاملة على تبيض ممارسات النظام”، مضيفا أن هذا السلوك من سلوكيات النظام الواحدي وهو متعارض مع النظام السياسي التعددي الذي كرسه دستور 89 و96 مع ما فيهما من نقائص وما لنا عليهما من تحفظات.