تباينت الآراء حول مستقبل مبادرة الإجماع الوطني التي يقودها الأفافاس، ففي حين أكدت أحزاب محسوبة على المعارضة، فشل هذه المبادرة خاصة مع الغموض الكبير الذي يكتنفها، ذهبت تشكيلات إلى التأكيد أنها المبادرة الأنجع للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد. اعتبر المكلف بالإعلام في الأفالان، سعيد بوحجة، في اتصال هاتفي مع ”الفجر”، أن المشاورات السياسية التي أعلن عنها رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، مؤخرا، أخطر من مبادرة حزب الأفافاس الذي تبنى عقد ندوة الإجماع الوطني تشارك فيها كل الأطياف، سلطة ومعارضة، موضحا أن حزب الدا الحسين جاء كتشكيلة معارضة تقاربية لم تساهم في الحكم وكان على المعارضة أن تثق فيه. وحسب بوحجة فإن تأجيل ندوة الإجماع الوطني التي كان من المقرر عقدها يومي 23 و24 فيفري الجاري، لا يعني فشل الأفافاس، وإنما يؤكد أن هناك تحضيرات جدية، وتطورها هو ما يحدد تاريخ عقد الندوة للخروج بمشروع قوي وفعال، مشيرا إلى أن هناك عضوين من الحزب العتيد يشرفان على التحضيرات. وفيما يخص الشروط التعجيزية التي وضعها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، للمشاركة في ندوة الإجماع، قال بوحجة إن ”سعداني كان حكيما حين أكد أن الأفالان يتحاور مع الأحزاب وليس مع الشخصيات”، ويعود ذلك حسبه لكون الأحزاب ملتزمة مع الشعب ولها امتداد نضالي وبرامج ثقافية، سياسية واقتصادية عكس الشخصيات التي لا تمثل إلا نفسها. جيلالي سفيان: كيف لحزب بسمعة الأفافاس أن يصبح رهينة سعداني؟ من جانبه، أفاد رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، أن مبادرة الأفافاس أصبحت في خبر كان، موضحا في تصريح ل”الفجر”، أن السلطة حاولت استعمال الأفافاس لتكسير وضرب تنسيقية الانتقال الديمقراطي وبعدما فشلت انسحبت أحزابها من المشاركة من ندوة الإجماع، لكي لا تتحمل مسؤولية الفشل، في إشارة منه إلى الشروط التعجيزية التي وضعها الأمين العام للأفالان عمار سعداني للمشاركة في ندوة الإجماع الوطني، وغموض موقف الأرندي من المبادرة، التي أجلت إلى موعد لم يحدد بعد. وقال جيلالي سفيان إن الأفافاس ضرب في مصداقيته بعد أن بنى أوهاما خبيثة من السلطة، خاصة بعد أن رهن وجوده ومنحه لسعداني الذي أصبح يتحكم في مستقبل أكبر حزب معارض في البلاد، متسائلا: كيف لحزب بسمعة الأفافاس أن يصبح رهينة لسعداني؟ حديبي: خروج الأفافاس عن مبادئ ندوة مزفران انتحار سياسي وفي السياق ذاته، أبرز القيادي في حركة النهضة، محمد حديبي، أن عدم تجاوب الأفالان والأرندي مع مبادرة الأفافاس مناورة من طرف السلطة، مضيفا أنه لا يثق في هذين الحزبين لأنهما غير متحررين، وهي أجهزة تخضع للأوامر الفوقية لا يمكن إخضاعها لمقاييس أحزاب سياسية، و قرارتها لا تصدر من طرف المؤسسة”، مردفا بأن مبادرة الأفافاس ولدت ميتة وليس لها مستقبل، لأن المشكل بين السلطة والمعارضة، والأفافاس يحاور نفسه، واصفا خروج حزب الدا الحسين عن مبادئ ندوة مزفران التي شارك فيها، بالانتحار السياسي.