يحل اليوم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بالجزائر، في زيارة خاطفة تستغرق ساعات، سيتم خلالها، حسب المتتبعين، بحث 3 نقاط منها تعزيز الغنائم الفرنسية بالجزائر، وكذا الاطلاع على المستقبل السياسي للجزائر، في ظل حراك ساخن قيل إنه يندرج في إطار ترتيبات لمرحلة ما بعد الرئيس بوتفليقة، إلى جانب مناقشة الملفين الليبي والمالي. يحط اليوم، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بالجزائر، في زيارة ثانية تختلف عن سابقتها في الزمان فقط، حيث فضل هولاند أن تكون خرجته الثانية للجزائر لساعات، يلتقي خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ويتباحث معه حول عدد من الملفات، منها تقليدية كتعزيز التعاون الفرنسي الجزائري في جميع المجالات. وإن كانت باريس تستحوذ على حصة الأسد من السوق الجزائري، فإن هولاند يبحث في هذه الزيارة تعزيز التواجد الاقتصادي الفرنسي، كدراسة إنشاء وحدة لصناعة سيارات العلامة الفرنسية ”بيجو”، بالجزائر على غرار ما تم مع وحدة تركيب العلامة ”رونو”. وإن كان الملف الاقتصادي ظاهرا فإن ملفات أخرى لم يكشف عنها هولاند في أجندة زيارته الثانية للجزائر، ولعل أبرزها رغبة فرنسا في الاطلاع عن قرب، على المستقبل السياسي للجزائر، أو بالأحرى من سيكون نزيل قصر المرادية بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لاسيما وأن الحديث عن انتخابات رئاسية مسبقة كثر هذه الأيام، رغم نفي عدد من رموز الموالاة للخطوة، على غرار مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، والأمين العام لحزب السلطة جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني. وتأتي زيارة هولاند، أيضا، في خضم حراك سياسي تميزه عودة أحمد أويحيى، الذي يعتبر أحد المرشحين لدخول قصر المرادية كبديل لعبد العزيز بوتفليقة، وبالتالي لن تعدو هذه الزيارة أن تكون فرصة لفرنسا لمعرفة عن قرب ترتيبات مرحلة ما بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يدير شؤون البلاد للعهدة الرابعة على التوالي منذ 1999. كما سيكون ملف نشاط الدبلوماسية الجزائرية، في مقدمتها مشروع السلم في ليبيا القائم على تأسيس حكومة وحدة وفاق وطني، وأيضا مسار السلم والمصالحة في مالي، إلى جانب مكافحة الإرهاب بالساحل الإفريقي، ضمن نقاشات الرئيسين. فيما يرجح أن تكون زيارة هولاند للجزائر فرصة للحصول على دعم، ترقبا للانتخابات الرئاسية القادمة بفرنسا، لاسيما وأن الجزائريين يشكلون أكبر جالية عربية وإسلامية بفرنسا بحوالي 5 ملايين مهاجر.