علمت “الفجر” من مصادر حسنة الاطلاع، أن وزارة الشؤون الخارجية شكلت فريقا من الدبلوماسيين والإطارات عالية المستوى، للاشتغال على ملف تقييم العلاقات الجزائرية الفرنسية من جميع مستوياتها السياسية والاقتصادية والتاريخية، تحضيرا للزيارة الرسمية التي يرتقب أن يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر شهر سبتمبر المقبل، ويسبقه إليها وزيره للخارجية لوران فابيوس. وأوردت ذات المصادر أن الوزير فابيوس من المحتمل أن يقود الوفد الفرنسي الذي سيشارك في الاحتفالات الرسمية المخلدة لذكرى خمسينية الاستقلال، التي سيشرف عليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من سيدي فرج، غير أن مشاركته لم تتأكد إلى الآن، لكن الأكيد أن حضوره مرتقب خلال أيام فقط في حالة غيابه عن الاحتفالات، وقد ينوب عنه ممثل عن وزارة الخارجية الفرنسية ضمن الوفد الذي سيمثل فرنسا في حفل 5 جويلية، إلى جانب وفود من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإيطاليا وتركيا وبريطانيا. وأفادت ذات المصادر أن التحضير لزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يجري على أعلى المستويات وبلغ مراحل متقدمة، خاصة في القطاعات التي ستكون محور المحادثات بين الجانبين الجزائري والفرنسي، كقطاع الصناعة، الداخلية، الخارجية والهجرة، ومن المتوقع جدا أن تتوج الزيارة الرئاسية بتوقيع اتفاقية أمنية هامة، يجري إعدادها من الجانبين، تتضمن اتفاقا حول تبادل المعلومات المتعلقة بالجريمة المنظمة والإرهاب، وتعزيز المراقبة الأمنية عبر المطارات والموانئ على محور الجزائر باريس. وتعد هذه الاتفاقية مشروعا قديما كان مطروحا منذ سنة 2006 ضمن اتفاقيات أخرى، غير أن حالة التوتر والجفاء التي سادت العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا منذ تلك الفترة، ببروز بعض القضايا المثيرة للجدل والفتنة السياسية كقضيتي رهبان تيبحيرين ومقتل علي مسيلي، إلى جانب التصريحات الفرنسية المعادية للجزائر في الملف التاريخي، كانت ملفات أجلت هذا المشروع، وأجلت كذلك زيارة رئيس الجمهورية إلى فرنسا منذ 2009. ويذكر أنه في الجانب الأمني، كانت الجزائر قد سجلت على فرنسا تعاونها في إحباط محاولة انتحارية بباريس سنة 2009، من خلال معلومات قدمتها الأجهزة الأمنية الجزائرية لنظيرتها الفرنسية، إلى جانب معلومات منحتها لها بخصوص محاولة اغتيال عميد مسجد باريس دليل أبو بكر في نفس السنة. ومن المتوقع أن تكون زيارة هولاند، الذي سيكون مرفوقا بوفد هام من الوزراء، فاصلا في أهم الملفات الاقتصادية وخاصة ملف مصنع تركيب السيارات لعلامة رونو.