يزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الجزائر يوم 15 جوان القادم ليوم واحد، للتباحث مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حول عدة ملفات كما نقلت مجلة "جون أفريك" الفرنسية الأحد. ونقلت المجلة عن مصادر دبلوماسية، قولها "أن برنامج الزيارة مازال سريا، لكن الرئيس الفرنسي سيقوم إلى جانب مباحثات مع نظيره الجزائري بزيارة مصنع شركة رونو بوهران والذي تم تدشينه العام الماضي". وأوضحت أن "هذه الزيارة التي يتم التحضير لها بطريقة حصرية بين قصري المرادية والإليزي، خلفت احتجاجا من سفير الجزائر بباريس لدى وزارة الخارجية الجزائرية كونه سمع بالمعلومة من قنوات غير رسمية". وسيسبق تنقل هولاند إلى الجزائر وفق ذات المصادر زيارة لكل من وزيري الخارجية والإقتصاد الفرنسيين، على التوالي لوران فابيوس وإيمانويل ماركون، يوم 12 جوان لتدشين مصنع لعربات الترامواي بعنابة (شراكة جزائرية-فرنسية)، كما ينتظر أن يتم استقبال فابيوس من قبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة". وتعد هذه الزيارة الثانية لفرانسوا هولاند منذ وصوله الحكم، حيث سبق وان زار الجزائر شهر ديسمبر 2012. ورغم أن زيارة هولاند إلى الجزائر لم تعلن رسميا من الجانبين، كما لم يكشف بعد عن برنامجها، إلا أنها من المتوقع أن تخلف جدلا في البلدين على غرار سابقتها، بسبب حساسية العلاقة بين الجانبين في شقيها التاريخي والسياسي، رغم أن العلاقات الرسمية بين الجانبين شهدت هدوء خلال فترة حكمه. وتتهم المعارضة الفرنسية المتمثلة في اليمين واليمبن المتطرف بصفة خاصة، فرانسوا هولاند بتقديم تنازلات للجانب الجزائري فيما يتعلق بملف الذاكرة بعد اعترافه بحدوث مأساة في الجزائر خلال فترة الاستعمار، رغم أنه يرفض لحد الآن تقديم اعتراف رسمي واعتذار عن جرائم الاحتلال. وفي الجانب الجزائري من المتوقع أن تثير هذه الزيارة بغض النظر عن برنامجها، سخطا كبيرا لدى المعارضة التي تتهم السلطة منذ مدة بتقديم تنازلات غير مسبوقة للجانب الفرنسي، من خلال مشاريع معلنة وغير معلنة مقابل دعم سياسي غير محدود. وفي ظل الوضع الذي تعيشه الجزائر من حالة استقطاب حادة بين المعارضة والنظام، بسبب ملفات تعديل الدستور وكذا مطلب الرئاسيات المسبقة وسط غموض في الساحة السياسية، ينتظر أن تأخذ الزيارة حيزا كبيرا من النقاش خلال الأيام القادمة.