وصف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند ،يوم أمس، التجسس الأمريكي المزعوم على بلاده ب”غير المقبول”. وقال الإليزيه في بيان، بينما عقد هولاند اجتماعا طارئا وزراءه الرئيسيين وكبار مسؤولي القوات المسلحة والاستخبارات في البلاد: ”لن تتهاون فرنسا مع التصرفات التي تهدد أمنها وحماية مصالحها”. وأضاف البيان أن ”السلطات الأمريكية تعهدت” بوقف برامج التنصت على حلفائها. وعقب اجتماع مجلس الدفاع الفرنسي لمناقشة قضية التجسس شدد هولاند على ضرورة وفاء واشنطن والتزامها باحترام خصوصية فرنسا. وأوضح أن ”مجلس الدفاع الفرنسي ناقش أعمال التجسس التي قامت بها الوكالة في قصر الاليزيه اليوم بعد الكشف عن تسجيلها مكالمات هاتفية لثلاثة رؤساء فرنسيين”. مؤكدا أن فرنسا عززت مرة اخرى نظامها لمراقبة وحماية المعلومات ولن تتساهل مع أي أعمال تهدد أمنها وحماية مصالحها. ومن جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، ستيفان لوفول، قبيل الاجتماع، ”إن هذا غير مقبول بين حلفاء”. وكانت الخارجية الفرنسية استدعت، أمس، سفيرة الولاياتالمتحدة لديها، جاين هارتلي، في أعقاب تقارير سربها موقع ويكيليكس قالت بأن الولاياتالمتحدة تجسست على الرؤساء: فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي وجاك شيراك. ونفى البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، التجسس على الرئيس هولاند وسلفيه نيكولا ساركوزي وجاك شيراك. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، نيد برايس، أن واشنطن تعمل بشكل وثيق مع فرنسا على كل المواضيع ذات البعد الدولي وأن الفرنسيين شركاء أساسيون. وأضاف المتحدث أن الولاياتالمتحدة بصورة عامة لا تنفذ عمليات مراقبة في الخارج إلا إذا كان هناك هدف محدد ومبرر يتعلق بالأمن القومي، مضيفا أن هذا الأمر ينطبق على المواطنين العاديين كما على الزعماء العالميين. وكانت صحيفة ”ليبراسيون” اليومية وموقع ”ميديابارت” الإخباري أوردا، مساء الثلاثاء، نقلا عن موقع ”ويكيليكس”، أن وكالة الأمن القومي الأمريكي قد تجسست على رؤساء فرنسا الثلاثة جاك شيراك ونيكولا ساركوزي والحالي فرانسوا هولاند. وبحسب ”ليبراسيون” فإن التجسس الأمريكي استمر من 2006 ولغاية 2012، وذلك استنادا إلى وثائق ”سرية للغاية” تتضمن خمسة تقارير لوكالة الأمن القومي الأمريكي تم إعدادها استنادا إلى عمليات اعتراض اتصالات الرئاسة الفرنسية. وأفادت وثائق ويكيليكس بأن هولاند وافق منذ العام 2012 على عقد اجتماعات سرية للتباحث بشأن ما يمكن أن يحدث حال خرجت اليونان من منطقة اليورو. ومن جهته أعلن مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، مساء الثلاثاء، أن معلومات سرية أخرى ستنشر قريبا.