نددت باريس بعملية التجسس التي وصفته بال"غير مقبول بين حلفاء"، بعدما كشفت وسائل إعلام فرنسية استنادا الى وثائق سربها موقع "ويكيليكس" ان واشنطن تنصتت على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وسلفيه نيكولا ساركوزي وجاك شيراك. وشدد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول على ان "هذا غير مقبول بين حلفاء"، وقد ادلى بهذا التصريح قبيل عقد اجتماع طارئ دعا إليه الرئيس هولاند بمشاركة الوزراء الرئيسيين وكبار مسؤولي القوات المسلحة والاستخبارات في البلاد. وأعلنت الرئاسة الفرنسية ان باريس "لن تسمح بأي أعمال تعرض امنها للخطر"، في ختام اجتماع طارئ لمجلس الدفاع دعا اليه الرئيس فرنسوا هولاند اثر الكشف عن عمليات تنصت مارستها الولاياتالمتحدة على أخر ثلاثة رؤساء فرنسيين. وجاء في بيان صادر عن قصر الاليزيه ان "السلطات الامريكية قطعت تعهدات" اذ وعدت في نهاية 2013 بوقف برامج التنصت على حلفائها، وتابع البيان انه "يجب التذكير (بهذه التعهدات) والالتزام بها بشكل صارم" منددا ب"وقائع غير مقبولة". وأفادت مصادر دبلوماسية عن ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استدعى سفيرة الولاياتالمتحدة في فرنسا جاين هارتلي. ويأتي هذا الإجراء بعدما عقد مجلس الدفاع جلسة طارئة صباحا برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند الذي اكد ان باريس "لن تسمح باي اعمال تعرض امنها للخطر". وكان البيت الابيض قد أكد انه لا يستهدف ولن يستهدف مكالمات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
واشنطن تواجه فضيحة تجسس جديدة من العيار الثقيل، الخارجية الفرنسية استدعت السفير الأمريكي لدى باريس على خلفية وثائق مسربة حول تجسس الاستخبارات الأمريكية على هواتف مسؤولين فرنسيين. وأعلن قصر الإليزيه أن باريس تعتبر التجسس الأجنبي عليها أمرا مرفوضا ولن تتسامح مع أية أنشطة تهدد أمنها. جاء هذا في بيان صدر عن قصر الإليزيه في أعقاب اجتماع طارئ عقده امس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع أعضاء مجلس الدفاع الفرنسي لتقييم وثائق تتحدث عن تجسس الولاياتالمتحدة على هواتف رؤساء فرنسيين. وأعاد البيان إلى الأذهان أن السلطات الأمريكية التزمت في أواخر عام 2013، بعد تسريبات صحفية سابقة عن التجسس الأمريكي على مؤسسات حكومية فرنسية، بالتخلي عن عمليات التنصت الإلكتروني على حلفائها. وشددت الرئاسة الفرنسية في البيان: "يجب يذكر تلك الالتزامات والوفاء بها بشكل صارم". وجمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس مجلس الدفاع الفرنسي في جلسة لتقييم وثائق تتحدث عن تجسس الولاياتالمتحدة على هواتف رؤساء فرنسيين. وقال مساعد الرئيس الفرنسي إن هدف الاجتماع هو تقييم طبيعة المعلومات التي نشرتها الصحف لاستخلاص النتائج. "التجسس على الإليزيه"، تحت هذا العنوان على موقع ويكيلكس، بينت وثائق مسربة الثلاثاء أن وكالة الأمن القومي الأمريكي تجسست على جاك شيراك وساركوزي وهولاند. وأكد موقع ويكيليكس أن الوثائق تثبت مراقبة الوكالة الأمريكية لاتصالات هولاند الذي يشغل منصب الرئاسة الفرنسية منذ عام 2012 وحتى الوقت الراهن إضافة إلى وزراء في الحكومة الفرنسية والسفير الفرنسي في الولاياتالمتحدة. وأشار ويكيليكس إلى أن الوثائق تتضمن أرقام الهواتف المحمولة لعدد من المسؤولين في القصر الرئاسي الفرنسي بما في ذلك الهاتف المحمول المباشر للرئيس، كما تضمنت الوثائق ملخصات لمحادثات بين مسؤولي الحكومة الفرنسية بشأن الأزمة المالية الدولية وأزمة الديون اليونانية والعلاقات بين إدارة هولاند وحكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وفي بيان صدر باللغتين الإنكليزية والفرنسية قال ويكيليكس، "بينما ركزت التسريبات الألمانية على استهداف المخابرات الأمريكية كبار المسؤولين فإن ما نشر اليوم يقدم صورة أشمل عن تجسس الولاياتالمتحدة على حلفائها." وعلّق مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج على نشر وثائق الفضيحة الجديدة بالقول: "للشعب الفرنسي الحق في معرفة أن الحكومة التي انتخبها تعرضت لتجسس معادي من جانب حليف مفترض. نحن فخورون بالعمل مع رائدي المطبوعات الفرنسية Liberation وMediapart"، مصيفا أنه بإمكان الفرنسيين انتظار إماطة اللثام عن أمور أكثر أهمية في المستقبل القريب. ونفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نيد برايز الثلاثاء تحديدا أنباء تجسس استخبارات الولاياتالمتحدة على مكالمات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من دون الإشارة إلى التجسس على رؤساء فرنسا السابقين، قائلا في بيان بهذا الشأن "نحن لم نستهدف، ولن نستهدف وسائل اتصال الرئيس هولاند... نحن لا نجري مراقبة استخباراتية خارج الحدود عدا تلك المحدودة ذات العلاقة بمصالح الأمن القومي، وهذا يسري على المواطنين العاديين وزعماء العالم "، مضيفا ان الأمريكيين يعملون بشكل وثيق مع الفرنسيين في جميع القضايا الدولية التي تثير القلق، وأن فرنسا شريك هام للولايات المتحدة. يذكر أن هذه التسريبات نشرت بادئ الأمر في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية اليومية وموقع "ميديابارت" الإخباري اللذين أفادا بأن وكالة الأمن القومي الأمريكي تجسست على الرؤساء على الأقل خلال الفترة بين عامي 2006 و 2012. وكان المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن كشف أن واشنطن نفذت عمليات تجسس إلكتروني واسعة النطاق في ألمانيا وزعم أن الوكالة تجسست على هاتف ميركل، علما بأن السلطات الألمانية أغلقت التحقيق في قضية التجسس الأمريكي على هاتف المستشارة الألمانية.