لم تحدد وزارة الثقافة لحد كتابة هذه الأسطر تاريخ مهرجان الجزائر للسينما المغاربية، الذي يبقى مجهولا بعد صمت الوزارة الوصية وكذا عدم الرد على المراسلات التي بعثت بها محافظة المهرجان إلى وزارة الثقافة من أجل توضيح الرؤية، وتحديد تاريخ هذه الفاعلية السينمائية التي حققت نجاحا كبيرا في الطبعتين السابقتين، نظرا للمشاركة الكبيرة والنوعية، وكذا لجان التحكيم التي تشكلت من خيرة السينمائيين في المغرب العربي. كانت مصادر قد كشفت ل”الفجر” سابقا أن الوزيرة السابقة نادية لعبيدي كانت السبب وراء تعطيل المهرجان بسبب تصفية حسابات شخصية بينها وبين المحافظ عبد الكريم آيت أومزيان، والذي عزلته كذلك من منصب إدارة المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، وتركت المركز دون مدير لحد الساعة. في حين يتم تداول أخبار عن نية الوزير الحالي عزالدين ميهوبي تعيين مراد شويحي مديرا للمركز، وهو الذي كان يشغل نائب مدير صندوق دعم السينما. ومثلما تم الإشارة إليه سابقا فإن موعد مهرجان الجزائر للسينما المغاربية لم يعرف بعد مع تزايد الشائعات من هنا وهناك حول إلغائه، خصوصا بعد تصريحات الوزير عزالدين ميهوبي عن إلغاء بعض المهرجانات، وهو ما يزيد من حدة هذه الفرضية. وكانت وزارة الثقافة قد وضعت على موقعها الرسمي سابقا تاريخ الثامن ماي الماضي موعدا لانطلاق المهرجان، حيث تمت برمجته بمدينة قسنطينة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، ولكن لا المهرجان انعقد ولم يتم بعدها ذكر أي تفاصيل، خصوصا أن القائمين على المهرجان لم يقوموا بأي شيء، فحتى قائمة الأفلام المشاركة لم يتم تحديدها، وتعدى الأمر عدم وصول حتى المشاركات السينمائية، ما يعطي دلالات على اللامسؤولية التي كانت تطبع قطاع السينما في عهد الوزيرة لعبيدي.ورغم المراسلات العديدة التي تلقتها وزارة الثقافة في ذلك الوقت بخصوص المهرجان، إلا أنها لم تقم بالرد على أعضاء محافظة المهرجان، لتقوم بعدها بخطوة غير مدروسة وتنشر تاريخ المهرجان في موقعها الرسمي على الأنترنت، في وقت يبقى المسؤولون عن المهرجان ك”الأطرش في الزفة”. كما أن محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، سامي بن شيخ، قد صرح أن المحافظة لم تتلق أي مراسلة ولم تضع في برنامجها للتظاهرة أي شيء يتعلق بمهرجان الجزائر للسينما المغاربية، وهو ما يفتح باب التساؤل عن مصير هذا المهرجان وسط هذا الكم من الفوضى التي عسى أن يقوم بضبطها الوزير الحالي الذي تنتظره العديد من الأمور العالقة. الحديث عن مهرجان الجزائر للسينما المغاربية يأتي في ظل صمت الوزارة عن مهرجان اكتسب مكانة كبيرة في الساحة السينمائية المغاربية بعد النجاح الذي حققته الطبعات السابقة، ناهيك عن أن المهرجان في طبعته السابقة نظم شهر ماي، ولكن الوزارة صبت جل اهتمامها على مهرجان وهران للفيلم العربي والذي عولت عليه لتحقيق صدى كبيرا وسط العرب. كلام كثير يقال في أروقة وزارة الثقافة، فالوزير ميهوبي يتحدث عن إعادة مهرجان الجزائر للسينما المتوسطية، في وقت يبقى المهرجان المغاربي ومهرجان الجزائر الدولي للسينما دون معالم تاريخية محددة، فمهرجان الفيلم الملتزم هو الآخر لم يعرف عنه شيء.. فبعد استقالة أو تنحية زهيرة ياحي محافظة المهرجان من رئاسة ديوان وزارة الثقافة لحالتها الصحية، يبقى الباب مفتوحا على احتمالات عديدة حول مواصلة المهرجان من عدمه. وسط كل هذا تنتهج وزارة الثقافة سياسة الصمت ولا تكلف نفسها عناء توضيح الرؤيا في ما يخص المهرجان الذي تأخر عن تاريخ عقده بمدة شهرين كاملين، ونفس الأمر يحصل مع المهرجان الدولي لموسيقى الديوان الذي تم تأجيله في حين موعد عقده شهر جوان من كل سنة. للإشارة عينت وزارة الثقافة علي رجال رئيسا للديوان بعد شغور المنصب لمدة فاقت السنة، ويعتبر هذا الأخير خرج المدرسة الوطنية للإدارة واشتغل كقنصل في العديد من المدن الأوربية، ويقف حاليا على مجموعة من التحديات أبرزها قطاع السينما.