كشفت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن الخلية الإرهابية اليهودية التي قامت بإحراق عائلة دوابشة تعمل ضمن إطار أيديولوجي أوسع يسعى للانقلاب على الحكومة المنتخبة في تل أبيب وتأسيس ”دولة التوراة”. نقلت صحيفة ”هآرتس” في عددها الصادر يوم أمس، عن جهات التحقيق في كل من المخابرات الداخلية ”الشاباك” والشرطة، قولها أن هذه المجموعة المتطرفة التي قامت بإحراق الرضيع الفلسطيني تعمل على تهيئة الظروف في إسرائيل من أجل إنهاء العمل بالديموقراطية وتطبيق الأحكام التي تضمنتها الشريعة اليهودية. وفي السياق ذاته، نوهت الجهات الأمنية الإسرائيلية إلى حقيقة أن العمليات الإرهابية التي ينفذها المنضوون تحت هذا الإطار تهدف إلى بث حالة من عدم الاستقرار والعصف بأسس المجتمع الإسرائيلي، تمهيدا للتحولات التي يخططون لفرضها عليه. وأكدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن العمليات التي ينفذها هذا الإطار لم تعد تهدف لردع الحكومات عن القيام بعمليات تؤثر سلبا على المشروع الاستيطاني، بل أصبحت تعكف على مخطط واضح نحو تغيير البيئة السياسية بشكل جذري، وأشارت إلى أن ”الإطار الإرهابي اليهودي الكبير لم يعد يرى في عمليات إحراق المساجد والكنائس مسار التحرك الوحيد، بل إن مخططاتهم باتت تهدف للمس بحياة أكبر عدد من الفلسطينيين”، وأوضحت الجهات الأمنية أن قادة الإطار الجديد قد أعدوا تأصيلات فقهية وأيديلوجية لتبرير عملياتهم الإرهابية، مشيرة إلى أن نشطاء هذا الإطار باتوا ينشرون مقالات للترويج لأفكارهم، كما فعل ذلك مؤخرا ”مئير إيتنغير”، حفيد الحاخام ”مئير كهانا”، مؤسس حركة ”كاخ”، التي كانت تطالب بطرد الفلسطينيين في حافلات للدول العربية. وفي هذا السياق، شن الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت هجوما لاذعا على حزب ”الليكود” الحاكم، الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرا أنه بات يمثل غطاء سياسيا للإرهابيين اليهود، وفي مقال نشرته صحيفة ”معاريف” الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الاثنين، حذر كاسبيت من أن وزراء ونواب الليكود في سعيهم لضمان مستقبلهم السياسي يخرجون عن طورهم في الدفاع عن التشكيلات الإرهابية اليهودية. ويذكر أن الكاتب والروائي الإسرائيلي دانيل كاربي قد توقع في كتابه ”ملائكة في سماء” أن ينجح المتدينون اليهود في الهيمنة على إسرائيل وتحويلها إلى دولة ”شريعة يهودا”، منوها أن المتدينين يتبعون إستراتيجية واضحة للوصول إلى أهدافهم، أهم مركباتها السيطرة على الجيش والمؤسسة الأمنية، وتوقع الكتاب أن يقدم المتدينون على تدمير المسجد الأقصى وتحقيق حلمهم المتمثل في طرد الفلسطينيين إلى الدول العربية. اعتقال زعيم جماعة متطرفة مشتبه به في مقتل الرضيع الفلسطيني ومن جهة أخرى، أعلنت الأجهزة الأمنية للاحتلال الاثنين، اعتقال زعيم مجموعة يهودية متطرفة يدعى مئير إتينغر، بسبب أنشطته داخل منظمة يهودية متطرفة”، في حين أكدت متحدثة باسم الشرطة أن إتينغر البالغ عشرين عاما اعتقل ”لجرائم ذات دافع قومي” دون أن توضح ما إذا كان يشتبه بضلوعه المباشر في جريمة الجمعة، أو أن الأمر يتصل بمشاركته في أعمال عنف عنصرية أخرى. وأوضحت الشرطة أنه سيمثل الثلاثاء أمام محكمة لتمديد اعتقاله، وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه يشتبه خصوصا بأنه تزعم مجموعة مسؤولة عن إحراق كنيسة الخبز والسمك قرب بحيرة طبرية في 18 جوان الفائت.