ذكرت تقارير جديدة لجهاز الأمن الإسرائيلي، أن نواة المجموعة الإرهابية اليهودية التي أحرقت الرضيع علي الدوابشة وقبله الفتى أبو خضير “تضم عشرات الناشطين الذين ينشطون في البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة، لكنهم يعملون أيضا داخل “إسرائيل”، وأن ما يقومون به الآن ليس فقط الرد على إخلاء مستوطنات أو هدم بنايات فيها لردع الحكومة الإسرائيلية، وإنما طموحهم أكبر بكثير ويتمثل في خلق فوضى وزعزعة الاستقرار في “إسرائيل” من أجل إسقاط الحكومة (العلمانية) في تل أبيب، والقيام بانقلاب لخلق سلطة جديدة في إسرائيل مبنية على الشريعة اليهودية. تشتبه أجهزة الأمن الإسرائيلية في أن قاتلي الطفل علي الدوابشة في قرية دوما، نشطاء يمينيون متطرفون من مجموعة يهودية إيديولوجية مشتركة نفّذت عمليات ضد الفلسطينيين مؤخرا، ويتجولون في مختلف الأنحاء بما في ذلك داخل الخط الأخضر. وتعتزم هذه المجموعة وفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، ممارسة أعمال عنف بصورة منهجية ومتواصلة، من دون علاقة بما تفعله شرطة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. وأكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن التحول الإيديولوجي لأعضاء المجموعة، اكتشف أواسط 2014 الذي كان يطلق عليهم تسمية “شبيبة التلال” أو “جباية الثمن”، بعد أن وصل الإرهابيون إلى قناعة بأن حرق المساجد لم تعد تجدي، وأنه يجب التحول إلى خطوات أوسع، وأن هذه المخططات كشف عنها في وثيقة تم ضبطها في بيت المدعو موشه اوربخ، من بني براك، المتهم بحرق كنيسة الخبز والسمك شمال مدينة طبريا. وكشفت الصحيفة أن الأفكار المشابهة بشأن تصعيد الخطوات ضد العرب و”إسرائيل” كتبها مئيرا طينغر، أحد أحفاد الحاخام مئير كهانا المتطرف الذي دعا إلى طرد العرب من البلاد، ويعيش في البؤرة الاستيطانية جبعات رونن شمال الضفة، وطالب الشاباك باعتقاله إداريا، إلا أن النائب العام رفض ذلك واكتفى بمنعه من السكن في الضفة والانتقال إلى مدينة صفد. ويجد الإرهاب اليهودي مبررا دينيا له لقتل العرب، حيث “ألزم التلمود اليهودي بقتل كل من هو من نسل الشعوب السبعة التي كانت تقطن فلسطين، عندما أقام اليهود مملكتهم فيها قبل ألفي عام”. وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، أن الفتاوى التي أصدرتها المرجعيات الدينية، وتحديداً منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي وحتى الآن، استندت إلى هذا التراث الديني، حيث لعبت دوراً في تشريع المساس بالفلسطينيين والعرب وقتلهم. وقال في تصريح ل”الخبر”: “أهم الفتاوى في هذا المجال الكتاب الذي أصدره الحاخام إسحاق شابيرا، مدير المدرسة الدينية يوسيف حاي المقامة في مستوطنة “هار براخا”، شمال مدينة نابلس والذي تضمّن “تأصيلاً فقهياً” لتبرير قتل الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين. وأضاف النعامي “كتاب شريعة الملك لشابيرا يعرض عشرات الأدلة من التوراة والتلمود وإرث الحاخامات القدماء التي تبرر قتل أطفال الأقوام التي توجد في حالة عداء مع اليهود. وما زالت اعتداءات الاحتلال متواصلة على عائلة الدوابشة التي أحرق “دواعش يهود” بيتهم، حيث اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزل عائلة الطفل الشهيد علي دوابشة وشرعت بأعمال بحث وتمشيط بحجة التحقيق في عملية إحراق منزل العائلة على أيدي مستوطنين يهود، فجر الجمعة الماضية. وقال الناشط الميداني عمر الدوابشة في تصريح ل”الخبر”، إن “قوة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية في تمام الساعة الثانية من فجر أمس، فيما داهمت عناصرها منزل عائلة الدوابشة وقامت بتمشيطه ومصادرة بعض الحاجيات منه، بحجة الحاجة لها لاستكمال سير التحقيقات في واقعة حرق الرضيع الدوابشة وعائلته. وأضاف أن قوات الاحتلال داهمت عدداً من المنازل والمحلات التجارية الواقعة في محيط منزل عائلة الدوابشة، وصادرت كافة تسجيلات كاميرات المراقبة منها. وشهدت عدة قرى جنوب مدينة نابلس أمس، اقتحامات لقوات الاحتلال أعقبتها مواجهات من أهالي القرى المقتحمة، خاصة قرى “تلفيت” و”قبلان”، حيث نصب جنود الاحتلال الحواجز العسكرية على مداخل تلك القرى وشرعوا بإعاقة حركة المواطنين والتدقيق في هوياتهم.