تحول السير عبر الطريق الوطني رقم 3، في جزئه الرابط بين قسنطينة وولايات سكيكدةوجيجلوعنابة، إلى جحيم حقيقي يؤرق المسافرين ويزيد من المتاعب الصعبة للناقلين ولأصحاب المركبات من مختلف الانواع والأحجام، والذين يوجهون من جديد نداء ملحا لوزير النقل للتدخل قصد اتخاذ الإجراءات والتدابير العملية للتخفيف على الأقل من حجم المعاناة في انتظار استكمال الاشغال الجارية لافتتاح الطريق السيار. أصبحت المركبات، لاسيما المقطورات العاملة بميناء سكيكدةوعنابة ومركب الإسمنت بحجار السود، لا تفارق هذا الطريق طوال أيام الاسبوع وفي كل الساعات في النهار وفي المساء، إذ لا تهدأ الحركة إلا ساعة واحدة بين منتصف الليل والواحدة صباحا، حسبما أفاد به سائقو سيارات الأجرة وحافلات النقل الجماعي وبعض سائقي المقطورات. وبعد أن كانت المدة الزمنية التي يقطع فيها السائقون مسافة تصل الى 70 كلم بين قسنطينة والحروش في مدة 3 ساعات، ارتفعت بداية الصائفة الجارية إلى 5 ساعات كاملة، تتخللها مشاكل تزيد في صعوبة السير على هذا الطريق تنجم أساسا من التعطلات التقنية للمركبات جراء ارتفاع حرارة المحركات بسبب السير بسرعة لا تتعدى 40 كلم في الساعة. وازدادت كثافة المرور في أعقاب بداية موسم الاصطياف الذي جاء هذه السنة متأخرا، وتوجه أعداد كبيرة من المصطافين القادمين من جنوب البلاد نحو شواطئ ولاية سكيكدة الشرقية المنتشرة بين المرسى إلى غاية وادي صابون بفلفلة، وتدفق كتلة كبيرة من المغتربين نحو ميناء سكيكدة لقضاء عطلتهم الصيفية في الولايات الداخلية، إلى جانب الإقبال الجنوني أيضا على شواطئ عنابة. وفي غياب إجراءات عملية سريعة ظل الناقلون والمسافرون يطالبون وزارة النقل إحالة مركبات الوزن الثقيل والمقطورات للعمل ليلا ابتداء من الثامنة مساء، وإعادة القطار السريع الرابط بين قسنطينةوجيجلوسكيكدة للعمل بمعدل رحلتين صباحية ومسائية، وتكثيف الرقابة الأمنية على طول الطريق اضافة إلى نشر أجهزة الرادار في الأماكن الحساسة وذات الخطورة الشديدة. وقد لجأ الناقلون وأصحاب مركبات الوزن الخفيف الى تغيير مساراتهم اليومية، حيث أجبروا على تحويل السير من قسنطينة الى سكيكدة عبر ولاية ڤالمة، فيما يلجأ المتوجهون الى جيجل للسير عبر طريق ميلة شلغوم العيد لتجنب الاكتظاظ الشديد وإنقاذ المركبات من خطر التعطلات التقنية والوصول في امان وراحة. وأوضح ذات السائقين أن التماطل في عدم تنفيذ تدابير وقائية وإجرائية من جانب وزارة النقل والولايات المعنية بالطريق الوطني رقم 3، قد ألحق الضرر الفعلي بحركة الاصطياف التي تعرف هذا العام نفورا واضحا من المصطافين إلى شواطئ ولاية سكيكدة بسبب هذا الطريق الذي لم يعد قابلا للمرور فيه ويثير الهلع والضجر في نفوس مرتاديه.