أثبت فيلسوف الأغنية الأمازيغية الشاعر لونيس آيت منقلات، علو كعبه في السهرة الثالثة من المهرجان الثقافي الدولي الصيف الموسيقي بالجزائر، حيث أطل على جمهوره الذي توافد بقوة على مسرح الهواء الطلق برياض الفتح، من أجل الاستمتاع بروائع الحكيم. وقدم لونيس باقة من أغانيه المتنوعة بين الخفيف والكلاسيكي، جعلت منه نجما في سماء الأغنية الأمازيغية والقبائلية على السواء، وردّد الحاضرون معه معظم الأغاني وشنّفت مسامعهم عذب الألحان وأنقى الكلمات التي تضرب في صميم الوجدان لمن كان له حسّ مرهف. واستهل الحفل بمدخل موسيقي سريع، ثم دخل لونيس آيت منقلات الذي استقبله الجمهور واقفاً ومصفقين احتراما لقامته الفنية التي ناهزت الأربعين عاما. وبدأ وصلته الموسيقية بأغنية ”أذ يظول ساندا أنروح” بمعنى ”الطريق بعيدة حيث نذهب”، وفيها حديث عن رحلة اللقاء وترقب الآتي وعن محنة الفراق، ثم تبعها بأغنية ”نوكني أراش نلدزاير” بمعنى ”نحن شباب الجزائر”، ثم غنى ”أوغالد أيا غريب” حيث دعا الجمهور للغناء معه ليشكل كورالا بديعا مع المطرب الحكيم الذي خلق أجواء ملتهبة في فضاء مسرح هواء الطلق سعيد مقبل بديوان رياض الفتح. يعدّ رصيد آيت منقلات غزيرا وفي معظمه ناجح، واختار عددا من الأعمال التي اشتهر بها ويعرفها الجميع لإحياء حفله، على غرار ”وجي آس كا” التي انفجر معها الجمهور رقصا وتصفيقا وغناء، وكذا أغنية ”آور يتساجا” (لا تتركيني)، التي اهتز لها الحاضرون كذلك، وأشهر أغانيه ”تلتيام ذي لعمريو” وغيرهما، وأدى المطرب بعضا من أغاني ألبومه الأخير الذي صدر العام الماضي مثل ”أسفرا” (القصائد) و”والاغ” بمعنى (رأيت) وأخرى. وبعد أن غنى ”أور يتساجا” بمعنى ”لا تتركيني” التي نزل من أجلها الجمهور وسط المسرح وأطلق العنان للرقص والفرح، وأغنيته الشهيرة ”تلتيام ذي لعمريو” بمعنى ”في عمري ثلاثة أيام”، فسح المجال لابنه جعفر الذي قدم أغنيتين ”الله الله” و”إيها إيها” التي مدح فيها المرأة الجزائرية وتغزل بجمالها، وفيها مقاطع من أشعار شعبية من التراث المحلي، ثم قدم المطرب حسين محيون أغنيتين من ألبومه الجديد. وعلى مدار الساعتين ختم آيت منقلات جولته بمشاركته في مهرجان صيف الموسيقى، وعاد بالحاضرين لأغانيه القديمة على غرار ”أطس أطس مازال لحال” بمعنى ”نام لا يزال الوقت مبكرا” و”أنفيي” وودع جمهوره بأغنيته المعروفة ”كتشيني روح نك اذقيماغ” ومعناها ”اذهب أنت أنا باقي” التي دفعت الجمهور لترديدها والرقص على أنغامها.