انطلقت، أول أمس، بعاصمة الحماديين بجاية، الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي المحلي للأغنية والموسيقى القبائلية التي احتفت بالشيخ عبدالوهاب أبجاوي، أحد كبار الأغنية القبائلية الاستعراضية والذي كرّم بالمناسبة. ونشّط حفل الافتتاح جمال علام رفقة المجموعة الصوتية لمسرح بجاية، من خلال تقديم مجموعة من الأغاني القديمة للشيخ عبدالوهاب أبجاوي، التي أداها خلال سنوات الخمسينيات. وأحيا سهرة الافتتاح المطرب لونيس آيت منفلات، أمام جمهور غفير، قدّر ببضعة آلاف، اكتظ بهم بهو دار الثقافة. وقدّم آيت منفلات على مدار أكثر من ساعتين من الزمن، أجمل أغانيه التي ردّدها معه الجمهور، بداية من ''كشي روح نكي أذقيماغ''، ''نطق الحق وجاء الباطل''، ''دولتك للرقص فأرقص'' و''لخياليم''. كما قدم آيت منفلات احتفاء بالشيخ عبدالوهاب، إحدى أغانيه الشهيرة ''البابور''، التي قال عنها إنه حفظها منذ نعومة أظافره. ونزل آيت منفلات عند رغبة الجمهور الحاضر وقدّم أغنية ''اصبري يا لويزة''، لتهتز بعدها القاعة وبلغ تجاوب الجمهور ذروته عندما أرفقها بأغنية ''أكا أمي'' بمعنى ''هكذا يا ولدي''، وهي أغنية سياسية يقدم فيها المطرب الوصايا العشر لمن يريد أن يكون رئيسا لأمته بطريقة غير ديمقراطية، منها ''لما تكون رئيسا وترى خصما عنيدا، دبر له مكيدة وقل إنه مرض ومات وآلمني ذلك، وإذا أزعجك من هو أقوى منك أكثر له المال وما يهوى.. هكذا تكون رئيسا يا ولدي...''. قالوا عن المهرجان: جمال علام - أعيش أياما سعيدة مع المهرجان، خاصة أن المنظمين وفّقوا إلى أبعد حد في اختيار الشخصية التي تحظى بالتكريم وهو خالي عبد الوهاب. إني أعيش أيام صباي وأنا على عتبة الستين، إنه فنان أصيل وكريم وأغانيه لن تمحى أبدا في الذاكرة، كان عمري 15 سنة لما بدأت الاستماع لأغاني خالي عبدالوهاب. لونيس آيت منقلات - جميل أن يكرّم الفنان وهو على قيد الحياة، وعبدالوهاب أبجاوي ليس أي فنان، لما كنا صغارا نتدرب على الغناء بوسائل بدائية جدا. كان عبدالوهاب في قمة الشهرة ولا أحد باستطاعته الامتناع عن ترديد أغانيه الجميلة أمثال ''البابور''، ''بو لحواشي''، ''أعيد الغريب سالما إلى بيته'' التي ألفها سنة 1945 وأغنية ''أبليازيط''، التي كان الجميع يردّدها في كل قرى منطقة القبائل، وأشكر المنظمين على هذه الالتفاتة الطيبة.