دعت مجموعة من المثقفين الجزائريين لإنشاء لجنة لمقاطعة إسرائيل والاستثمار فيها وفرض عقوبات عليها. ورفعت المجموعة نداء يشمل العديد من النقاط والمحاور التي تتضمن طرق مقاطعة إسرائيل والسير وفق مبدأ الدولة الجزائرية القاضي بعدم التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، وهو موقف الشعب الجزائري كذلك الذي، حسب النداء، سيتفطن لأدنى المحاولات الرامية إلى التطبيع بمختلف التبريرات المستندة على شمولية الفعل الثقافي. واستغربت المجموعة التي أطلقت النداء كيف أن أشهر الجامعات الأمريكية والأوربية وأكبر الأسماء المرموقة في كل المجالات التحقت بالحملة الرامية للمقاطعة إسرائيل ثقافيا، في حين توجد بعض الجهات في الجزائر تقدم الدعم وتفتح مجالات تهدف إلى إحباط تلك التعبئة العالمية. وأعطت المجموعة العديد من الأمثلة عن المقاطعة التي نادى إليها الجزائريون الأحرار وقاموا بمقاطعة العديد من الفعاليات الثقافية التي تملك إسرائيل يدا فيها مثلما حدث في صالون باريس الدولي للكتاب سنة 2008 والذي أقام تكريما لذكرى ميلاد دولة الكيان الصهيوني، ناهيك عن إفشال دعوة أحد المغنيين المتحمسين للجيش الاسرائيلي من القدوم والغناء في الجزائر بعدما كان مدعوا من طرف إحدى الجهات لتنشيط حفل فني في الجزائر، بالإضافة إلى التمكن من إجهاش مشاركة الفيلم الجزائري ”الوهراني” للمخرج الشاب الياس سالم من المشاركة في أحد المهرجانات الإسرائيلية وذلك بأمر من وزارة الثقافة بصفتها أحد الأطراف المنتجة للفيلم. وانتقدت المجموعة عدم وجود رد فعل من السلطات العليا في الجزائر على المشاركة الجزائرية في مهرجان لوكارنو للسينما، وذهبت أبعد من ذلك، حيث انتقدت وسائل الاعلام التي وقفت بجانب المشاركة في هذا المهرجان بما فيها الوكالة الرسمية التي وصفت المشاركة الجزائرية بالإيجابية، خصوصا مع العدد الهائل من الأفلام التي شاركت في مهرجان اكتشف أنه ممول من طرف صندوق السينما الاسرائيلي وفي نفس الوقت كرمت هذه الطبعة من المهرجان السينما الإسرائيلية ورغم هذا حتى وزارة الثقافة لم تحرك ساكنا وتركت الأمر يمر وكان شيئا لم يحصل. ومما جاء في الرسالة التي أطلقتها المجموعة وعلى رأسهم الكاتب الصحفي ”محمد بوحميدي” أن المعطيات قد تغيرت ولم يعد بإمكانهم غض الطرف عن وجود أي نشاط مؤيد لإسرائيل، مضيفا بأنهم لن يسكتوا وسيواجهون هذا التطبيع بعمل منظم يهدف إلى مقاطعة إسرائيل خاصة المقاطعة الثقافية. ودعت في الأخير المجموعة التي أمضت على النداء إلى تأسيس اللجنة الجزائرية من أجل مقاطعة إسرائيل والتراجع عن الاستثمار فيها وفرض عقوبات عليها، وتهدف إلى الضغط على الدولة حتى لا تسخر الأموال العمومية في يد وزارة الثقافة لغرض معارضة المقاطعة المفروضة على إسرائيل ثقافيا، مع تعبئة الراي العام من أجل مساندة كفاح الشعب الفلسطيني. ووجهت المجموعة نداء إلى كل الجزائريين للالتحاق بهذه اللجنة وهيكلتها على أساس ميثاق مناهض للاستعمار والامبريالية وذلك عبر إرسال تواقيعهم إلى العنوان التالي [email protected]