* الملك عبد الله: ”اللاجئون السوريون باتوا يشكلون 20 في المائة من سكان الأردن” يمكن لمئات الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء الذين تدفقوا على الاقطار الأوروبية خلال الأشهر الأخيرة، وحتى الصّور في غاية البشاعة التي عرضتها شاشات التلفزيون لقمع اللاجئين ولأولئك الذين قضوا قبل أن يصلوا مبتغاهم هربا من موت، أن تكون قد دغدغت مشاعر بعض دول الاتحاد الأوروبي، لكن بحسب صحيفة فورين بوليسي الأمريكية فإنّ الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لتركيا والأردن. حيث أبدى، أوّل أمس، زعيما الدولتين اللّتان تقعان عل الحدود الشمالية والجنوبية على الترتيب، وتأويان ملايين اللاجئين خلال تواجدهما بمقر الأممالمتحدةبنيويورك استياءهما لتنصل المجموعة الدولية من تحمل أعباء الازمة السورية. وقال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني في كلمة له خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ”إنّ اللاجئين السوريين باتوا يشكلون 20 في المائة من سكان الأردن” وتابع قائلا: ”ومع ذلك، فإنّ الدعم الذي تلقيناه يعدّ ضئيلا مقارنة بالعبء الذي تحملناه”. وتقول الصحيفة أنه ”في الوقت الذي وصل فيه آلاف اللاجئين السوريين في الأشهر الأخيرة إلى غربي أوروبا، هربا من الحروب في بلدانهم، وهلاك العديد منهم في المتوسط، يشتكي جيران سوريا في الشرق الاوسط من أن المجتمع الدولي بدأ يهتم بقضية المهاجرين فقط عندما وصلوا عتبة بابه”. وقال ملك الأردن ”لقد حان الوقت لزعماء العالم الآخرين أن يكترثوا لأزمة اللاجئين وأن يجدوا حلاّ لها”. ويكمن الخلاف ما بين الدول الأعضاء ال28 في الاتحاد الأوروبي في كيفية التعامل مع تدفق اللاجئين وإعادة توزيع طالبي اللجوء مما تسبب في تصاعد التوترات بينها. ففي الأسبوع الماضي، وبعد القمة الطارئة، وافق أغلبية القادة على توزع حصص بعض اللاجئين على دول الاتحاد. ويقول كاتب المقال ”تعتزم ألمانيا، التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، استقبال نحو مليون طالب للجوء هذا العام. في حين نجد بأن الاردن، التي يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة، تعتبر هؤلاء اللاجئين عبء”. وعلى النقيض من ذلك، فقد رفضت سلوفاكيا نظام الحصص، الذي لا يتطلب سوى إدماج نحو 1500 لاجئ في عدد سكانها البالغ 5.5 مليون نسمة. وذهبت المجر إلى أبعد من ذلك بكثير بغلقها حدودها مع صربيا كليا، لمنع دخول المهاجرين واللاجئين. واستخدمت قوات الشرطة في الأيام القليلة الماضية، الفلفل وخراطيم المياه لتفرقة المهاجرين. وكانت نقطة انطلاق مئات الآلاف من المهاجرين السوريين المتواجدين حاليا في أوروبا مخيمات الأردن، ولبنان أو سوريا. وكانت أحوالهم المعيشية جد متدهورة في هذه المخيمات في الوقت الذي تواصل فيه الأوضاع الإنسانية بها الخروج عن السيطرة. أوغلو: ”كان بالإمكان تفادي النزوح لو اكترث القادة الغربيون للأزمة منذ 2011” ومن جانبه، قال رئيس الوزراء التركي أحمد أوغلو في مؤتمر صحفي، نُظم يوم الاثنين، بمقر هيئة الأممالمتحدة في نيويورك: ”كان بالإمكان تفادي هذا النزوح الجماعي لو اكترث القادة الغربيون للأزمة منذ اشتعال فتيلها في 2011”. وأضاف إن حكومته ”اقترحت على قادة العالم قبل ثلاث سنوات إنشاء منطقة آمنة في سوريا لإيواء النازحين هناك قبل أن يصبحوا لاجئين في كل مكان، لكن نداءنا لم يجد صدى”. ويوجد حاليا قرابة 8 ملايين شخص في سوريا، تخشى أنقرة أن ينزحوا إليها ثم إلى أوروبا إذا لم يتم إنشاء هذه المناطق الآمنة في المستقبل القريب. وتابع أوغلو: ”كانت الدول الغربية تعتقد في أول الأمر بأنّ الحرب في سوريا مشكل سوري، ثم اعتقدت أنها مشكلة تخص جيران سوريا، لكن الأمر سرعان ما تطوّر وأصبح أزمة عالمية، عندما تدفق آلاف اللاجئين على شواطئ أوروبا”. وقال رئيس الوزراء التركي أن بلاده ”أنفقت 7،6 مليار دولار في الأزمة، بما فيها المساعدة المقدمة من طرف المجتمع الدولي والتي لا تسد حاجة اللاجئين”. مضيفا أنّ ”عبء هؤلاء اللاجئين إلى يومنا هذا، كان على عاتق جيران سوريا فحسب”. وقد تردد صدى مشاعر الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو في كلمة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام الجمعية العامة اليوم الاثنين، الذي حث البلدان الأوروبية على تحمل مسؤولياتها، وبذل المزيد إزاء تدفقات اللاجئين السوريين، لافتا إلى أنه ”بعد الحرب العالمية الثانية كان الأوروبيون هم الذين يبحثون عن مساعدة العالم لهم”.