أعلنت تونس في خطوة مفاجئة انضمامها للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد تنظيم ”داعش” الإرهابي، لتكون بذلك ثاني دولة بعد المغرب على مستوى البلدان المجاورة للجزائر المنضمة إلى قوى التحالف. وقال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه رئيس الحكومة الحبيب الصيد، خلال قمة مكافحة الإرهاب على هامش أعمال الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن التحالف الدولي ضد ”داعش” يعد إطارا ملائما للعمل المشترك والالتزام الجماعي بمكافحة التطرف. ويعد القرار مفاجئا ومتناقضا، فقبل أسبوع أعلنت وزارة الخارجية التونسية أن ”تونس لن تنضم إلى التحالف الدولي ضد تنظيم ”داعش” ليس لأنها ضده بل بسبب مشاكلها الداخلية”، فما الذي تغير حتى تراجعت عن مواقفها؟ وحسب تبريرات السبسي، فإن تونس ”تدرس حاليا مجالات مشاركتها في التحالف الدولي وستعمل على المساهمة بقوة في حدود إمكانياتها المتاحة في بعض هذه المجالات”، وأشار إلى أن تونس انخرطت في الآليات الدولية لمكافحة الإرهاب من خلال تعبئة كافة إمكانياتها وحشد طاقاتها للتصدي لهذه الظاهرة عبر اعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب، ومنع غسيل الأموال، وإنشاء مركز قضائي وآخر أمني، ووكالة للاستخبارات في مجالي الأمن والدفاع. بالمقابل، عادت الولاياتالمتحدةالأمريكية من جديد وللمرة الثانية في ظرف شهرين، إلى تحذير مواطنيها من مخاطر السفر إلى تونس، مشيرة إلى أن هذا التحذير يظل ساريا إلى نهاية شهر ديسمبر القادم. ... حاجي ل”الفجر”: تونس حرة وتخضع لدستورها والجزائر كذلك واعتبر الإعلامي والمحلل السياسي التونسي، هشام حاجي، في اتصال مع ”الفجر”، أن الخطوة التونسية ”مهمة من الناحية الرمزية كونها تأكيدا على أن بلاده ضد الإرهاب”. وحول تداعيات القرار أمنيا على الداخل التونسي، أوضح حاجي أن المصاعب موجودة فعلا في البلاد، وقال إن ”الدولة التي تخاف المنحرفين ليست دولة”. وبخصوص احتمال ”توتر” علاقات تونس مع الجزائر بسبب قرارها، قلل من ذلك، وأبرز أنه ”لا أعتقد حدوث ذلك، فالجزائر تخضع لدستورها وتونس لها دستورها”، في إشارة إلى سيادة القرار التونسي.