نفذت وزارة الاتصال تهديداتها بشأن قناة الوطن، حيث طلبت أمس، من والي الجزائر العاصمة، إغلاق مقرات القناة، بالمقابل اتهم مالكها جعفر شلي، جهات بالتعدي على الحريات وحقوق الإنسان في الجزائر من خلال تشميع قناة الوطن ومصادرة الممتلكات التي كانت بداخلها. قامت أمس، قوات الشرطة باقتحام مقر قناة الوطن، بدرارية، وأوقفت عمل الصحفيين، وأفادت برقية ل”وأج”، أن غلق قناة ”الوطن” جاء بطلب من وزارة الاتصال، لنشاطها بصفة غير قانونية، وبث مضامين تحريضية تمس برموز الدولة، مضيفة أنه وفقا للقانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري فإن وسيلة الإعلام هذه تخالف أحكام المادة 20 من هذا القانون الذي يشترط الحصول على ترخيص مسبق يسلم بموجب مرسوم لممارسة النشاط. واتهم جعفر شلي، مالك قناة ”الوطن” السلطة بالتعدي على الحريات وحقوق الإنسان في الجزائر، من خلال تشميع مقر القناة ومصادرة الممتلكات التي كانت بداخله، وذكر في تصريحات لموقع ”سبق برس”، أنه ”تم التضييق علي في نشاطاتي التجارية ودفعت ضريبة غالية مع بداية الانفتاح الاقتصادي، واليوم عادت المافيا في تجديد عقابها بغلق القناة التي أملكها”. وأكد جفر شلي، أنه أبلغ أمس، بقيام عناصر الشرطة بالتوجه إلى مقر القناة ومطالبة الصحفيين بإخلائه قبل تشميعه، وهو ما اعتبره ”غدرا فاضحا وطعنا لحقوق الإنسان وعملا تمييزيا”، وكشف أن مسؤولي وزارة الاتصال أبلغوه خلال اجتماعه بهم نهاية الأسبوع الفارط، بأن المسألة طويت، وأنه بدوره أعطى تطمينات وشروحات. وسارعت أحزاب محسوبة على التيار الإسلامي إلى إدانة الحادثة، وتساءلت حركة مجتمع السلم، عن السبب الذي جعل النظام يتصرف بهذه الطريقة مع قناة الوطن، حيث أدان الناطق الرسمي للحزب عجايمية أبو عبد الله، الاقتحام والاعتداء الذي حدث لقناة الوطن، وإيقاف بثها وطرد صحفييها وعمالها من قبل قوات الأمن، واعتبره سابقة خطيرة تعكس حقيقة السلطة السياسية في البلاد والقائمة على قمع الحريات وتكميم الأفواه وإسكات الرأي الحر والتعدي على حرمة الصحافة والإعلاميين عشية عيدهم الوطني. من جهتها، عبرت حركة النهضة عن استنكارها لقرار الغلق الذي وصفته ب”غير المسؤول”، ودعت ”كافة أحرار الجزائر إلى المزيد من التكاثف والتآزر والالتفاف حول القضايا المشروعة للأمة والتصدي لكل محاولة خنق الحريات الإعلامية التي تعتبر دعامة الدولة الديمقراطية. وقد نظم صحفيي وعمال القناة وقفة احتجاجية أمام المقر، منددين بما وصفوه بالتعدي الصارخ على حرية التعبير وحقوق الإنسان.