لاتزال العائلات القاطنة بحي الطاحونتين ببولوغين، تنتظر التفاتة جادة من السلطات المحلية من أجل إعادة إسكانها في شقق لائقة تخلصها من جحيم الصفيح الذي عانوا منه سنوات، علما أن العديد من السكان قد مستهم عمليات ترحيل سابقة بالبلدية في إطار البرنامج الولائي للقضاء على السكنات الهشة والفوضوية. تعيش هذه العائلات أوضاعا اجتماعية قاسية نتيجة ظروف السكن غير اللائق التي تكابدها منذ سنوات طويلة، دون أن يستجيب المسؤولون المحليون لمطالبهم ومراسلاتهم العديدة من أجل انتشالهم من الحياة المفروضة عليهم في أحضان القصدير. وأمام هشاشة السكنات التي تفتقر لأدنى أساسيات وشروط العيش الكريم واللائق، يعاني سكان حي الطاحونتين من صعوبات كبيرة تعتري يومياتهم باختلاف المواسم سواء كانت شتوية أم حارة، حيث تتحمل العائلات القاطنة بالحي جحيما حقيقيا بسبب تسرب مياه الأمطار إلى داخل الغرف من الأسقف المهترئة وأرضيات سكناتهم التي تفتقر للأساسيات، فضلا عن ارتفاع الرطوبة، الأمر الذي أدى إلى معاناة العديد من أفراد هذه العائلات من أمراض تنفسية وصدرية خطيرة. وأشار هؤلاء إلى غياب عنصر النظافة بمحيطهم السكني بسبب عدم إيصال منازلهم بشبكة تصريف المياه القذرة، فضلا عن مساهمتها في استفحال الحشرات الضارة وانبعاث الروائح الكريهة، ما حول تجمعهم السكني إلى بؤرة بيئية سوداء تبعث عن القلق من انتشار الأوبئة والأمراض.