اعترف المشاركون في اللقاء المنظم بمعهد الكلى بالمستشفى الجامعي فرانز فانون بالبليدة، بوجود مشكل نقص الأعوان شبه الطبيين بالمؤسسات الاستشفائية المختصة في الأمراض العقلية، الأمر الذي يؤدي إلى عجز في التكفل بهذه الفئة التي يقدر عددها بحوالي 400 ألف مريض. ترجع أسباب العجز الذي تعيشه المؤسسة الاستشفائية إلى تداخل عدة أسباب اجتماعية وأمنية تعود للعشرية السوداء، كما يدخل في إطارها الجانب الاقتصادي والنمو الديموغرافي وغيرها، حسب المشاركين، الأمر الذي يؤثر سلبا على التكفل الجيد بهذه الفئة من المرضى. وأوضح المشاركون القادمون من مختلف ولايات الوطن في اللقاء الذي حمل شعار ”العلاج النفسي: أبواب مفتوحة وأخرى مغلقة”، أن نقص الطاقم شبه الطبي أصبح هاجسا يعيق عملية التكفل الأمثل بالمرضى بالرغم من فتح العديد من المؤسسات الصحية الجديدة خلال السنوات الأخيرة. وفي السياق ذكر أوكالي حبيب، رئيس مصلحة طب الأمراض العقلية الرازي بمستشفى فرانز فانون، أن هذه الوضعية تخص إلى جانب المؤسسات الاستشفائية العملية كذلك، المؤسسات الاستشفائية الجديدة التي تم استحداثها للتكفل بهؤلاء المرضى بمؤسسة الناظور في تيبازة، المعدن في باتنة، وتنس في الشلف، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، والتي لا تقدم سوى 30 بالمائة من خدماتها الطبية المنحصرة في الاستشفاء لانعدام الطاقم الشبه الطبي بها، حسب ذات المختص. وأوضح ذات المختص أنه من أصل 170 سرير يتوفر عليه مستشفى باتنة - على سبيل المثال - فإن 40 سريرا منها فقط عملية، داعيا إلى تعزيز الطاقم الشبه الطبي بهذه المؤسسات باعتبار أن الأطباء متوفرون وذوو خبرة طويلة في الميدان. ودعا المشاركون في هذا اللقاء إلى ضرورة منح اهتمام أكثر للتكفل بالمرضى المصابين بأمراض عقلية، خاصة مع الارتفاع المتزايد لهذه الحالات في المدن الكبرى، علما أن هذه الفئة التي يقدر عددها بحوالي 400 ألف مريض على المستوى الوطني يواجهون اليوم عجزا كبيرا في التكفل بهم بالرغم من الجهود المبذولة من الوزارة الوصية. للإشارة فإن اللقاء الذي يندرج في إطار إحياء اليوم العالمي للأمراض العقلية، يشكل فرصة للمشاركين لتبادل الخبرات والتجارب وكذا النقاشات حول كيفية التكفل بالمرضى العقليين ببلادنا، مع بحث الأسباب في تفاقم هذه الحالات.