تسجيل 400 ألف إصابة بالأمراض العقلية في الجزائر كشف أمس المدير الفرعي لترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة والسكان محمد شكالي عن احصاء 400 ألف إصابة بالأمراض العقلية بالجزائر، مضيفا بأن هذه الإحصائيات تتعلق بالحالات المزمنة، ولا تخص الأشخاص الذين تعرضوا لأزمات عقلية لفترات معينة ويتم علاجهم. وأكد المدير الفرعي لترقية الصحة العقلية في تصريح صحفي على هامش يوم دراسي حول الأمراض العقلية نظم من طرف جمعية قرابة عبد الحميد للصحة العقلية بمستشفى فرانتز فانون بالبليدة، بأن وزارة الصحة تتوفر على الموارد والامكانيات اللازمة للتكفل بهؤلاء المرضى، في حين أن العملية تحتاج إلى تنظيم وتنسيق وخلق تكامل بين التكفل الصحي والاجتماعي والعائلي، مضيفا بأن وزارة الصحة تعمل حاليا على تنظيم هذا التكفل حتى يكون في أحسن الظروف. و في ما يخص التكفل الصحي أشار شكالي إلى أن الجزائر تتوفر على 900 طبيب مختص في الصحة العقلية ،والمئات من شبه الطبيين، كما تتوفر على 15 مؤسسة استشفائية مختصة في الصحة العقلية، وتم خلال السنة الجارية فتح 03 مؤسسات جديدة، كما توجد 03 مؤسسات صحية أخرى قيد الإنجاز. وفي نفس الإطار أحصت وزارة الصحة 250 عيادة خاصة متخصصة في الأمراض العقلية، و شدد المتحدث بأن التكفل الصحي بالمرضى عقليا موجود ،في حين تحتاج العملية إلى تنظيم وتكامل مابين التكفل الاجتماعي والعائلي والصحي. من جانب آخر، تحدث أطباء مختصون في الصحة العقلية في اليوم الدراسي، عن النقص المسجل في الطاقم شبه الطبي في المؤسسات الاستشفائية، حيث أن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى رعاية أكثر من طرف شبه طبيين ،ولهذا تشهد مختلف المؤسسات الاستشفائية المختصة في الأمراض العقلية عجزا في هذه الفئة ، وتشير الإحصائيات إلى تسجيل 6.44عامل شبه طبي لكل 10 آلاف نسمة، مقابل 1.33 طبيب لكل 10 آلاف نسمة. وفي سياق متصل أشار المتدخلون في اليوم الدراسي، إلى أن أسباب الإصابة بالأمراض العقلية ترتبط بالحروب والعشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، إلى جانب استهلاك المخدرات بالنسبة للشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، والبطالة، بالإضافة إلى الإهمال العائلي وتطور النمو الديموغرافي، وارتفاع معدل حياة الجزائريين إلى 75 سنة بالنسبة للرجال و77 سنة بالنسبة للنساء، وأكد المتدخلون على ضرورة التضامن العائلي مع المصابين بأمراض عقلية والمتابعة الصحية والاجتماعية لهم من طرف مختلف الهياكل والجهات المختصة ودعم الهياكل الصحية. وأشار من جهته أحد المتدخلين إلى الطاقة الاستيعابية لمستشفى فراتز فانون بالبليدة الذي كان متخصصا في الأمراض العقلية فقط، حيث كانت طاقته الاستيعابية في السنوات الأولى بعد الإستقلال تقارب 03 آلاف سرير ، وانخفضت اليوم إلى 900 سرير، كما لم يبق هذا المستشفى خاصا بالأمراض العقلية فقط، بل حول إلى مستشفى جامعي يتوفر على أغلب التخصصات واستغلت تلك الفضاءات والمساحات الخضراء التي كانت مخصصة كفضاءات لراحة المرضى عقليا، في إنجاز أجنحة جديدة لتخصصات طبية أخرى .