دعا المجلس الوطني المستقل للأئمة الوصاية وديوان الحج إلى تحمل مسؤوليتهما إزاء النقائص والعيوب التي عرفها موسم الحج لهذه السنة، كما طالب بتغيير اختيار أعضاء البعثة التي تفتقد لمعايير الكفاءة والخبرة حسب بيان للمجلس، كما شدد على الوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بفتح أبواب الحوار بصفة جادة، مع الابتعاد عن التصريحات الإعلامية الموجهة للاستهلاك لا غير. وأوضح المجلس، خلال الدورة الأولى لهياكله، بمعهد القراءات بالعاصمة، أنه تنبأ قبل انطلاق موسم الحج بالنتائج، نظر لظهور مؤشرات انتهاج نفس المقدمات للمواسم السابقة، مشيرا في بيان حازت ”الفجر” على نسخة منه، أنه رفع عدة تحفظات، تتعلق باختيار أعضاء البعثة والذي لم يكن وفق معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة والتضحية، وكذا نظام المسار الإلكتروني للحاج، نظرا لارتباط آلياته بالقنصلية السعودية، بعيدا عن دائرة تحكم الوزارة، وهو ما صعب تطبيقه، كما تحفظ مجلس الأئمة حيال نظام المرافقة الذي يسوي بين مختلف التخصصات في تركيبة البعثة، وهو ما أدى إلى اختلال الأدوار على الدور الإرشادي الديني، علاوة على ذلك عدم إنشاء هيئة رقابية مستقلة تتابع عن قرب أداء البعثة للوقوف على النقائص الحقيقية ووضع تقييم موضوعي يسمح بطرح البدائل المناسبة لإنجاح مواسم الحج المقبلة، وأوضح بيان ممثلي الأئمة، أن نقائص بالجملة طبعت الموسم بالرغم من أن حادثتي الرافعة وتدافع منى أثناء موسم الحج غطتا على مجريات الموسم كله، حيث لُخصت في غياب المرافقة المتواصلة للحجاج خاصة المرضى منهم وكبار السن بسبب غياب معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة والتضحية في غالبية أعضاء البعثة، مع إقحام الأئمة في غير الإرشاد الديني، مشيرا إلى عدم صلاحية تطبيق نظام المسار الإلكتروني بسبب تأخر منح التأشيرات من جهة، وعدم احترام الحجاج لرزنامة الرحلات من جهة أخرى، وهذا بسبب غياب التكوين، إضافة إلى إلغاء العمل بالمسار الإلكتروني في كثير من الأحيان وانتقد ذات المصدر، إقحام الأئمة من خلال نظام المرافقة في مهام ليست من صلاحياتهم، حيث اعتبر ذلك إهانة واحتقار لهم، كما تسبب في تراجع الإرشاد الديني بصورة ملفتة، مع استياء غالبية الحجاج من الإعانة التي لم تكن في المستوى وبعيدة جدا عن متطلباتها، واختلاف مستويات الخدمة في الفنادق والتي وصفها بالضعيفة جدا، مستنكرا أيضا عدم ضغط الوصاية على السلطات السعودية للتعرف على المفقودين والمتوفين من الحجاج في حادثة منى، وعدم اتخاذ التدابير اللازمة أثناء أزمة منى مما أدى إلى غياب التكفل النفسي والمادي بالحجاج يومي تواجدهم فيها.