عادت المشاكل والصعوبات التي ما يزال سكان المناطق الجنوبية الواقعة في الشريط الممتد من بريكة ونقا المنصرم إلى حدود دائرة بوزينة إلي الظهور أثناء زيارة العمل والتفقد التي قام بها نهاية الأسبوع إلى دائرة نقاوس محمد سلماني والي الولاية، في إطار سلسلة اللقاءات التي شرع فيها الدوائر الولاية بعد تعيينه علي رأس الولاية عقب حركة التعيينات الأخيرة للولاة. وطرح سكان قرية غاسرو التابعة لبلدية تيلاطو على الوالي المعاناة الشديدة التي يكابدونها في الحصول علي المياه الصالحة للشرب، جراء النقص الفادح في التموين بهذه المادة الحيوية في أعقاب الانخفاض الرهيب في المياه الجوفية بالطبقات الأرضية العميقة والتناقص التدريجي في نسبة تهاطل المطار علي مدي العشرة سنوات الماضية، ما نتج عنه اعتماد القرية على التموين من بئر ارتوازية تابعة لمصالح الغابات وتزويد السكان بواسطة صهريج واحد قديم يعاني من التآكل ويقترب من الدخول في مرحلة الصدأ الذي قد يسبب أمراضا خطيرة للسكان، وقد قامت البلدية في السابق بحفر آبار، إلا أن المياه لم تتوفر بها في الوقت الذي تحتم عليهم الاستعانة بالتموين بواسطة الصهاريج التابعة للخواص والتي تكلفه مبالغ مالية، ليسوا قادرين علي تأمينها في كل مرة ،من ذلك أن الصهريج الواحد الذي يجلبه الخواص من مسافات بعيدة لا يقل عن 700 إلى 1000دج. وأثار السكان من جانب ثاني المشاكل البيئية التي تعرفها المنطقة والمتمثلة في مياه الصرف الصحي القادم من عين التوتة عبر أودية والتي تفرز روائح كريهة وتلحق إضافة إلى ذلك أضرارا بالأشجار المثمرة في ما أن إدارة مصنع الإسمنت بتيلاطو ما تزال لم تجد لحد الآن الحلول التقنية اللازمة للحد من تصاعد الأتربة وغبار الإسمنت الذي ينبعث من مداخن المصنع. ولدى تنقله إلى مقر دائرة سقانة تلقى الوالي مطالب من السلطات المحلية ومن بعض الأعيان والمجتمع المدني بضرورة بناء مركز للتكوين المهني في الدائرة، لتمكين التلاميذ المتسربين من المدارس الابتدائية والاكماليات من الحصول علي حرف ومهن تمكنهم من الوصول إلى مناصب العمل في المؤسسات والإدارات أو على الأقل فتح ورشات خاصة بهم للقضاء علي البطالة، كما طالبوا بمضاعفة النقل المدرسي في بعض الجهات التي يقطن فيها التلاميذ والبعيدة عن مساكنهم، وتتطلب توفر وسائل للنقل المدرسي بصورة مستعجلة. وطرح سكان قريتي القرارة والنجايل مشكلة التموين بالغاز الطبيعي الذي تدعمت به عديد القرى الجبلية بالولاية ، فيما لاتزال عائلات عديدة في هاتين القريتين لم تستفد بهذه المادة الحيوية التي وإن توفرت ستريحهم من عناء قارورات غاز البوتان الذي لا يشكل حسب ما أفاد به ممثلوهم وسيلة مضمونة للتموين اذ تسجل بشأنه توترات وانقطاعات في عز الشتاء تضع عائلات بأكملها أمام مأزق حقيقي.