تعيش قرية غاصرو ببلدية تيلاطو بولاية باتنة، أوضاعا مزرية جعلتها تفتقد لأدنى ضروريات الحياة الكريمة التي تسمح للمواطن بالعيش فيها، خاصة وان المنطقة كانت من بين احد أهم المناطق المجاهدة ضد الاستعمار الغاشم أثناء الحقبة الاستعمارية، ونحن هاهنا نحتفل بخمسينية الاستقلال ولا زالت تعاني في صمت، فبالرغم أنها عايشت أزمة العشرية السوداء التي تركتها خاوية على عروشها، وبفضل المصالحة الوطنية عاد سكانها إليها باحثين عن التنمية ومطالبين بحقهم في ضروريات العيش الكريم . تواجه أكثر من 2000 نسمة بقرية غاصرو التي تبعد ب7 كلم عن مقر البلدية و15 كلم عن مقر دائرة سقانة بولاية باتنة، الأمرين جراء لامبالاة المسؤولين من جهة، وانعدام أهم شروط الحياة حتى لا نقول “الكريمة” كالماء والكهرباء والغاز، وهو ما أكده “للسلام” مجموعة كبيرة من المواطنين وأعيان المنطقة والحركة الجمعوية التي تصف المنطقة بالمنكوبة مقارنة مع باقي المناطق التابعة للبلدية، حيث تنقلنا الى عين المكان لرصد أهم المشاكل والوقوف عليها ميدانيا بعد أن بقيت أذان الجهات الوصية صماء أمامها خاصة في المجالس التي تعاقبت على البلدية التي مارست عنها سياسة الإقصاء والمفاضلة، الا أن العهدة السابقة حسب السكان كانت ناجحة الى حد بعيد، بعد أن التفت إليهم المجلس الفارط في عديد من الأمور، وبقي أملهم الجديد في هذا المجلس الجديد حسبهم الذي فتح لهم أبوابه لسماع انشغالاتهم اليومية والوقوف عليها ومحاولة حلها سواء على المستوى المحلي أو الولائي، لكن يبقى الاهتمام الأكبر من قبل السلطات العليا هو الأمل الذي ينتظره السكان الذين لا يزالون متمسكين بأراضيهم ويرفضون تركها رغم التهميش الممارس ضدهم. المير والسكان...صمتا نحن سنموت من العطش في الصيف يعتبر غياب الماء سواء الشروب أو الخاص بالسقي كون المنطقة فلاحية، من أهم مشاكل سكان قرية غاصرو وهو مطلبهم الرئيسي والملح للخروج من أزمة يتخبطون فيها منذ سنوات طويلة، ولم يجد طريقه إلى الحل بعد، واستنادا الى رئيس الجمعية بالمنطقة السيد حميد بن صغير، فإن مرور أنبوب سد كدية لمدور بتيمڤاد الذي يمول العديد من دوائر الولاية ويحرم منه سكان مناطق كثيرة بباتنة وكذا هاته القرية، حيث أنها تتوفر على منقب للمياه وحيد يمول 2000 نسمة الا أنه في الآونة الأخيرة جف وقدرته لا تستطيع تمويل عشرة منازل حتى، هذا بغض النظر عن البساتين والثروة الحيوانية المهددة بالجفاف مع قدوم فصل الصيف الذي هو على الأبواب، وكان “المير” الجديد قد أقنع المواطنين بجلب المياه عن طريق الصهاريج التابعة للبلدية لاحتواء المشكل، هذا أمام تجاهل السلطات الولائية ممثلة في مديرية الري في منحهم بئر ارتوازي جديد يسمح لهم بالانتفاع بالماء الصالح للشرب فقط دون الحديث عن مياه السقي، حيث أن صهاريج الماء التي أثقلت كاهلهم بعد أن بلغت تكلفتها أكثر من 700 دج، فيما ينتظر سكان المنطقة تجسيد الحلم الذي راودهم منذ سنة 1968، في تجسيد سد بريش الذي من شأنه أن يحوي طاقة ضخ حسب مدير الموارد المائية عبد الكريم شبري، الى أكثر من 14 مليون لتر معكب، وهو محل موافقة لدى الوزارة في انتظار تجسيده فوق أرض الواقع الذي سيعمل على تعزيز أفاق التنمية خاصة في مجال الفلاحة. رغم جهود البلدية مشكل الكهرباء والغاز يبقى مطروحا على الجهات المعنية أكد لنا رئيس بلدية تيلاطو السيد بالة نواري، الذي كان متواجدا خلال زيارتنا أن الكهرباء بالمنطقة عرف استفادة خلال العهدة السابقة لأكثر من 50 عائلة لكل من التجمع السكاني لعمار وكذا الرماضنة والضوامن ولعزازة، فيما يبقى الإشكال مطروحا في الوقت الحالي بالنسبة لعديد من التجمعات السكنية فيما يخص الشرف وبعض الجهات بسبب التشتت الذي تعرفه البناءات الريفية، أما عن الغاز الطبيعي فالأنبوب الذي مر على المنطقة في الآونة الأخيرة سيسمح بمنح حصة للمنطقة، في انتظار الإفراج عنها من قبل مديرية الطاقة والمناجم، في الوقت الذي كشف فيه ذات المسؤول عن توفير الإنارة العمومية لكافة التجمعات السكنية.