أصدرت الشاعرة حليمة قطاي مجموعتها الشعرية الثانية ”هكذا الحب، يجيء!”، عن منشورات ضفاف والاختلاف، والمجموعة جاءت في 20قصيدة، موزعة على 70 صفحة، تتحدث المجموعة عن مجيء المشاعر في زمن الحروب والنكسات، وتحكي الذات الانسانية على مشارب أحزانها وأوضاعها. تقلب الشاعرة مفاهيم عدة من خلال تضخم الأسطوري والتراثي والرمزي، فتحول هذه الحمولة إلى أسلحة يكتظ بها زمن الشعر ولغته، وتحارب بها المقولات والأفكار الجاهزة، تخرج حليمة بنصها الواعي بإفرادية طافحة عن الجمعي المتعارف عليه كتابة ووعيا. بلغة قوية حينا وطاغية المشاعر حينا آخر، لتحكي بوعي المثقف أحيانا، ولعنته أخرى في استطعام الأزمات قبل غيره، وهو ما يدعو المبدع لإيجاد طريقة في صنع عوالم للتغيير بالقصيدة والكتابة. تتلون القصيدة عند الشاعرة إيقاعيا، ولغويا وشكليا، تلج عوالم التراث والحداثة، ويجيء الحب عالمها وعالمنا من أبواب عدة، من أزمنة عدة، مرفوض ومهرب، ممجوج ومنتبذ إليه، فتارة نعيشه بجماله، وتارة نرفضه لبشاعتنا، وفقداننا قيمة الإنسان، تحقق الشاعرة المختلف بتعدد الضمائر الحاكية، تقول الإنسان جميعا بمراحله وتقلباته. في لغة ذات قوة وقوامة تكيل بمكيال الإنسانية إذ لا جنس للغة عندها. يأتي هذا النص بعد مجموعتها الأولى ”حين تنزلق المعارج إلى فيها!”، الصادرة سنة 2012.