أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، يوم الإثنين بباتنة، أن الدولة سخرت كل الإمكانات اللازمة لترقية اللغة الأمازيغية. واعتبر عصاد، خلال ندوة صحفية نشطها بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة، حول ما حققته اللغة الأمازيغية إلى حد الآن، أن ”دسترة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية يعني أن الدولة ستسخر إمكانات أكثر وآليات دعم جديدة لتدارك التأخر الذي عرفته الأمازيغية”. وثمن نفس المتحدث ما حققته اللغة الأمازيغية في السنوات الأخيرة، حيث قال: ”تمزيغت هي قيمة مضافة للوحدة الوطنية ودسترتها وترقيتها لغة وطنية رسمية تهيئ الظروف لتحقيق الأمن الهوياتي للأجيال الصاعدة”. وذكر الهاشمي عصاد أيضا بأن الموسم الدراسي 2015-2016 شهد نقلة نوعية في تعليم الأمازيغية، حيث وصل تعداد التلاميذ الذين يدرسون هذه اللغة إلى 277176 تلميذ عبر 22 ولاية، بعد أن كان عددهم في موسم 1995-1996 لا يتجاوز 37690 تلميذ عبر 16 ولاية فيما قفز عدد الأساتذة في نفس الفترة من 233 إلى 2101 أستاذ. وأضاف بأن هناك إجراءات خاصة ستتخذ في إطار التشاور القائم بين كل من المحافظة السامية للأمازيغية ووزارة التربية الوطنية، انطلاقا من إعداد مخطط تعميم تدريجي للأمازيغية في المدرسة عبر كامل التراب الوطني، إلى جانب تخصيص حصة معتبرة من المناصب المالية لتدريس مادة اللغة الأمازيغية. أما فيما يخص التعليم العالي، فأشار ذات المسؤول إلى أن إجمالي الحائزين على شهادة الليسانس في اللغة الأمازيغية وصل، على الصعيد الوطني، إلى 5714 إلى حد الآن، فيما يقدر عدد الحاملين لشهادة الدكتوراه في هذا المجال حوالي 42 دكتورا، مع استحداث مخابر بحث في الأمازيغية بجامعات تيزي وزو وبجاية والبويرة، في انتظار فتح مخبر مماثل بقسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة باتنة الموسم الجامعي المقبل. كما تطرق سي الهاشمي عصاد، في لقائه مع الصحافة، لآفاق اللغة الأمازيغية في الجزائر على ضوء دسترتها لغة وطنية رسمية والمكتسبات التي حققتها، منها مجمع اللغة الأمازيغية الذي قال بأنه سيكون ”مكملا للمحافظة السامية للأمازيغية وسيعمل من أجل تمزيغت موحدة”، مشددا على مواصلة العمل بالاختيار الثلاثي لكتابة اللغة الأمازيغية، إلى غاية تكفل الأكاديمية بهذا الأمر بعيدا عن الطرح الإيديولوجي، قبل أن يبرز بأن إشكال الحرف ليس أولوية الآن والمهم تدوين اللغة الأمازيغية وتوسيع مقروئيتها. وذكر نفس المتحدث بما حققته الأمازيغية فيما يخص منظومة الاتصال، منها ميلاد القناة الرابعة للأمازيغية في 18 مارس 2009 وإطلاق في أبريل 2015 شريط الأخبار باللغة الأمازيغية بوكالة الأنباء الجزائرية، مضيفا بأن التنسيق جار معها بخصوص مشروع إصدار جريدة إلكترونية متعددة الوسائط باللغة الأمازيغية تبذل الجهود لتجسيده قبل نهاية السنة. وكان الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية نشط، مساء أمس الأحد، ندوة مماثلة مع طلبة وأساتذة قسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة باتنة 1 بحضور والي الولاية، محمد سلاماني، عرض فيها المكتسبات التي حققتها الأمازيغية بالجزائر، وخاصة دسترتها كلغة وطنية، إلى جانب المجهودات التي تبذلها المحافظة السامية للأمازيغية لوضع برنامج نشاط على مدار السنة، من أجل تنمية وترقية اللغة الأمازيغية على جميع المستويات بالتنسيق مع العديد من الوزارات. وقال المتحدث أمام الحضور ”إن نشاط المحافظة خلال سنة 2016 سيكون حافلا من خلال تنظيم العديد من الملتقيات”. ووعد أيضا بأن يكون حفل تخرج أول دفعة لحاملي شهادة الليسانس باللغة الأمازيغية من جامعة باتنة شهر يونيو المقبل مميزا، وذلك تشجيعا للطلبة المسجلين في هذا التخصص.