كشف مصدران سعوديان عليمان بالخطط والتدريبات العسكرية السعودية لشبكة ”سي أن أن” أنّ السلطات السعودية حشدت قوّة عسكرية داخل أراضيها، يصل تعدادها إلى نحو 150 ألف جندي، مدعومة بقوات أخرى حليفة من مصر والسودان والأردن تمهيدا للتدخل برا في سوريا. وبحسب المصادر فقد التزمت المغرب بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر بوابة تركيا. وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والتي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تبادر ماليزيا بإرسال قواتها من هذا الثلاثي إلى السعودية. وكان مستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أحمد عسيري، قد أبدى، يوم الخميس، استعداد بلاده للمشاركة في أي عمليات برية، ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، في حال قرّر التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة القيام بعمليات من هذا النوع. وبرّر عسيري بأنّ موقف بلاده، تمخض عن تجربتها في اليمن، بأنّ القصف الجوي ليس كافيا لدخر التنظيم ما لم يُسند بتدخل بري. وكان الكرملين قد أعلن، الجمعة، أن موسكو تتابع الخطة السعودية باهتمام، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد لقاء مع ملك البحرين الاثنين المقبل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الجانب الروسي لم يتبن حتى الآن أي موقف بشأن إعلان الرياض استعدادها لإجراء عملية برية في سوريا، مشيرا إلى أن الكرملين لا يملك حاليا ما يؤكد وجود خطة من هذا القبيل. لقاء مرتقب بين كارتر ومحمد بن سلمان لمناقشة تفاصيل العملية وفي السياق، أشارت التقارير الواردة من واشنطن، إلى لقاء مرتقب خلال الأسبوع المقبل في بروكسل، بين وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر ونظيره السعودي الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة تفاصيل الخطة العسكرية البرية للتحالف الدولي في سوريا والدور الجديد للقوات البرية السعودية هناك. وصرّح مسؤول عسكري في البنتاغون لصحيفة ”الشرق الأوسط” اللندنية إن الوزير الأمريكي يعتزم تشجيع دول أخرى على المشاركة بقوات برية في عملية محتملة ضد تنظيم الدولة في سوريا. ويشار إلى أن المملكة أعلنت في ديسمبر الماضي عن ميلاد حلف عسكري إسلامي يتكون من 34 دولة لمحاربة ”الإرهاب”، وقال حينهاالأمير محمد بن سلمان (ولي ولي عهد المملكة)، ” إن ”التحالف لا يستهدف تنظيم الدولة فحسب، وإنما سيتصدى عسكريا وفكريا وإعلاميا لأي منظمة إرهابية في العالم الإسلامي”. ومن جهته أكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي حينها أن المملكة ودولا خليجية أخرى تبحث إرسال قوات خاصة إلى سوريا في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا. طهران تحذر السعودية والبحرين تنفي مشاركتها في العملية حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني محسن رضائي المملكة السعودية من مغبة إرسال قواتها إلى سوريا. وأكد رضائي أن دخول السعودية الحرب في سوريا سيؤدي إلى إشعال المنطقة كلها بما في ذلك السعودية نفسها، ما عدا إيران. وكتب رضائي في صفحته على الإنستغرام أنه بعد هزيمة ”داعش” و”النصرة” في العراقوسوريا قررت السعودية وأمريكا إرسال الجنود السعوديين إلى سوريا لإنقاذ البقية الباقية من التكفيريين ومواجهة الجيش السوري. وأضاف أنه من المحتمل في مثل هذه الحالة، حدوث مواجهة بين روسياوتركيا والسعودية، ومن ثم دخول أمريكا على الخط ووقوع حرب إقليمية كبرى. وتابع رضائي أن الحكومة السعودية التي تبادر إلى كل خطوة بجنون، لو ارتكبت مثل هذا الأمر فإنها ستؤدي إلى إشعال المنطقة كلها، بما في ذلك السعودية نفسها، وبطبيعة الحال ستكون إيران بعيدة عن ذلك. ومن جهته، أكّد اللواء محمد علي جعفري، القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني صباح أمس، على هامش مراسم تشييع العميد محسن قاجاريان و5 آخرين قتلوا في سوريا، أن السعودية لا تجرؤ على إرسال قوات عسكرية إلى سوريا. كما نقلت صحيفة ”الراي” الكويتية عن مصدر مقرب من الرئيس السوري بشار الأسد قوله أن روسيا تؤهل قوات الجيش السوري كي تتصدى لأي تدخل عسكري تركي في سوريا. وأضاف المصدر أن رسالة الكرملين إلى تركيا مفادها أن أي مخطط من هذا النوع لن يجابَه بالدبلوماسية، بل أن القوة ستجلب القوة. وتحدثت صحيفة ”السفير” اللبنانية عن ”مؤامرة تركية” لاغتيال معارضين سوريين مقربين من موسكو خلال مؤتمر جنيف الذي عُقد هذا الأسبوع. ولم يتم التأكد بعد من صدقية المعلومة. وسارعت المنامة، أمس، إلى نفي ما نُقل على لسان سفيرها في لندن بشأن استعدادها لإرسال قوات برية للقتال في سوريا. ونشرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية تكذيبا نفت فيه التصريحات المنسوبة للشيخ فواز بن محمد آل خليفة سفير البحرين في لندن بصدور قرار حول إرسال قوات برية إلى سوريا. ومن جهته أكد الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، أن ”ما نُقل عن هذه المساهمة غير صحيح”، مضيفا أن إرسال قوات برية إلى سوريا من عدمه، سيُعلن من الجهات المختصة في بلاده، إذا صدر قرار بذلك.