تتسارع الأحداث على الجبهة السورية، لتنذر بخطر مواجهة جديدة على خلفية تلويح المملكة العربية السعودية بحرب برية تطال عمق الأراضي السورية، هدفها المعلن القضاء على تنظيم داعش، وخلفياتها حرب مواقع سعودية إيرانية وأمريكية روسية، في وقت يسعى كل طرف من أطراف المعادلة السورية كسب أوراق ضغط تضمن له مكاسب له ولحلفائه في مفاوضات سياسية بجنيف، بدت متعثرة حتى قبل بدايتها. وكشف مصدران سعوديان مطلعان لشبكة السي أن أن التلفزيونية، عن خطط المملكة للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها للتدخل في سوريا لمكافحة تنظيم “داعش”، حيث أن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي، معظمهم سعوديون مع قوات مصرية وسودانية وأردنية موجودة داخل المملكة حاليا. فيما التزمت المغرب وتركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر، حسب الشبكة، بإرسال قوات، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا. كما تشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة، حسب الشبكة نفسها، كلا من ماليزيا وإندونيسيا وبروناي، التي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، مع الإشارة إلى أن ماليزيا سبق وأن أعلنت عن عدم مشاركتها مع التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وإندونيسيا التي لم تفصح عن موقفها. ويأتي الإعلان في سياق تحولات متسارعة في المشهد السوري ميدانيا، أهمه قطع طريق حلب تركيا الذي يعد أهم طرق الإمداد للمعارضة المسلحة بمختلف أطيافها، ومخاوف من سيطرة الجيش السوري على كامل مدينة حلب وريفها، ما يمثل، حسب المحللين العسكريين والاستراتيجيين، أهم انجاز ميداني للنظام، والأبرز منذ 2012 الذي يضعف بصورة كبيرة التنظيمات المسلحة، إلى جانب تقدم الوحدات السورية في الغوطة الشرقية وريف دمشق أضحى يشكّل هاجسا ومصدر قلق للرياض وأنقرة، خاصة أن هذا التقدم جاء كثمرة لتدخل عسكري وغطاء جوي روسي، ضمن لموسكو موقعا مؤثرا لها في سير الأحداث ودعم موقع النظام السياسي السوري الذي تطالب السعودية وتركيا بتنحيته، كما أنه يأتي ليدعم الموقع التفاوضي السوري في مفاوضات جنيف 3، يرغب كل طرف من الأطراف كسب نقاط ضغط لصالحه لهندسة الترتيبات الجديدة للمستقبل السياسي السوري. وفي وقت رحبت واشنطن بالخطوة السعودية وأدرجتها في جدول أعمال حلف الناتو في بروكسل، الأسبوع المقبل، حسب كاتب الدولة للدفاع أشتون كارتر، فيما لم يتبن الكرملين أي موقف بهذا الشأن، مشيرا إلى أنه لا يملك حاليا ما يؤكد وجود مثل هذه الخطة فعلا، في وقت أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، أن دخول السعودية الحرب في سوريا سيؤدي الى إشعال المنطقة كلها، بما في ذلك السعودية نفسها، ماعدا إيران. وفي صفحته الشخصية على الإنستغرام، كتب رضائي أنه بعد هزيمة “داعش” و«النصرة” في العراقوسوريا، قررت السعودية وأمريكا إرسال الجنود السعوديين إلى سوريا “لإنقاذ البقية الباقية من التكفيريين ومواجهة الجيش السوري، ومن المحتمل في مثل هذه الحالة حدوث مواجهة بين روسياوتركيا والسعودية، ومن ثم دخول أمريكا على الخط ووقوع حرب إقليمية كبرى”، على حد قوله.