تحدث الدولي الجزائري، سفيان فيغولي، في حوار خص به موقع ”لاكازيت دي فيناك” المتخصص في شؤون كرة القدم الجزائرية، عن العديد من الأمور التي ميزت مشواره الرياضي، سواء مع ناديه فالنسيا والأهداف التي يصبو إلى تحقيقها معه الموسم الحالي، أو بالنسبة للمنتخب الوطني الذي قال عنه محبوب الخفافيش العديد من الأشياء التي كشفها للمرة الأولى. كما تطرق ”سوسو” إلى مسألة جوهرية بالنسبة للكرة الجزائرية والمنتخب الوطني على وجه الخصوص، وهي قضية اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين نصحهم بضرورة الاستماع إلى صوت القلب قبل العقل والاعتبار بما حصل مع سابقيهم الذين جعلوا مصالحهم الشخصية قبل أية اعتبارات أخرى، ليدفعوا الثمن في نهاية المطاف غاليا جدا. ”أنا سعيد بالعودة إلى أجواء المنافسة” واستهل لاعب فالنسيا حديثه عن عودته الموفقة إلى أجواء المنافسة مع ناديه، بمناسبة اللقاء الذي جمع فريقه ب”لاس بالماس” حيث قال: ”أنا سعيد بالعودة إلى أجواء المنافسة، فملامسة الكرة تجعل أحاسيسك رائعة، أما على يخص الصعيد الشخصي، فقد سارت الأمور بشكل جيد على الرغم من أنني أحسست بتعب كبير بعد نهاية المباراة بسبب غيابي الطويل عن الميادين، لقد بذلت مجهودات مضاعفة، والآن سأحاول العودة إلى الريتم المعتاد تدريجيا”. ”علينا أن نتحد لنخرج الفريق من الوضعية الصعبة التي يعيشها هذا الموسم” وعن الوضعية الصعبة التي يعيشها فريقه خلال الموسم الحالي، قال سفيان: ”إعطاء السبب لما يحصل للفريق حاليا مستحيل، أظن أن تفاصيل صغيرة جعلت الأمور صعبة، فمنذ قدومي للفريق لم أعش مثل هذا الموسم، إنه الأسوأ بالنسبة لي على الإطلاق، ولعل السبب يعود في معظم الأحيان إلى غياب الفعالية أمام المرمى في بعض المباريات، بالرغم من سيطرتنا عليها، مثل مباراة خيخون التي أعتبرها انعكاسا حقيقيا، فهذه المباراة كان من المفترض أن نتفوق فيها بهدفين نظيفين في الشوط الأول، لكن في نهاية المطاف، لم نستطع التسجيل وضيعنا 5 فرص حقيقية، لنتلقى هدفا قاتلا بسبب خطأ سببه سوء الخبرة، لكن علينا أن نكون الآن متضامنين أكثر، فهذا الوقت يحتم على الفريق أن يكون متحدا أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نواصل العمل بجدية وهو ما نقوم به، كما يتوجب علينا أن نقدم أحسن ما نمتلك لكي نحصد أفضل النتائج مستقبلا”. ”أشكر أنصار فالنسيا على وقوفهم إلى جانبي” وشكر فيغولي أنصار فالنسيا وعاد بالحديث إلى قضية تجديده مع الخفافيش، حيث قال في هذا الصدد: ؛أن تكون مدعوما من أنصار الفريق الذي تلعب له يعتبر أمرا في غاية الأهمية، ففي كل مرة أتوجه إلى التدريبات يطرح علي الجمهور نفس السؤال حول ما إذا كنت سأجدد في الفريق؟ إنهم يرغبون في بقائي، هذا ما يعني أنهم يعترفون بي وهو أمر يفرحني كثيرا، إنهم يقدرون العمل الذي أقوم به والإمكانات التي أمتلكها، لكن التجديد يأخذ وقتا، لأن الطرفين يريدان الوصول إلى حل يرضي الجميع، وكما قلت دائما أريد تمديد عقدي مع فالنسيا ومواصلة المغامرة مع الفريق، أنا سعيد جدا بالتواجد في الليغا اإسبانية، وبإقامتي في مدينة فالنسيا التي تعجبني كثيرا، الجماهير تساندني، ولم تبق سوى بعض التفاصيل التي لم نتفق عليها، ومن جانبي سأظل صبورا حتى نتوصل إلى اتفاق، كما أن عدم وجود أندية تملك اسما أفضل من فالنسيا ترغب في ضمي، جعلني أختار الاستمرار، ربما يوجد 8 أو 9 أندية ولكن فالنسيا وقيمتها في صدارة هذه القائمة. ”نيفيل يقوم بعمل كبير وثقته في إمكانياتي تسعدني كثيرا” كما أشار خريج مدرسة غرونوبل إلى العمل الكبير الذي يقوم به المدرب الجديد للخفافيش، الإنجليزي غاري نفيل، حيث قال: ”المدرب هو صاحب القرار دوما، هو الذي يضع الخطة ومن سيشارك أساسيا، المدرب ينتمي أيضا للفريق، وعندما أقول أن الفريق يريد بقائي فإن رأي المدرب له أهمية كبيرة بالنسبة لي”. ”محرز لاعب كبير ومرحبا بالمنافسة في المنتخب الوطني” وعرج بعدها قائد المنتخب الوطني للحديث عن الخضر والمنافسة التي تنتظره بسبب المستوى الكبير الذي صار يقدمه نجم ليستر سيتي، رياض محرز: ”أكون سعيدا جدا عندما أرى الأداء الذي يقدمه محرز مع ناديه، إنه لاعب رائع، وهو الشخص الأقرب بالنسبة لي في المنتخب، وتبقى المنافسة في تشكيلة المنتخب الوطني أمرا ضروريا من أجل مصلحة الخضر التي تأتي في المقام الأول، لا توجد أي مشكلة من جانبي، وسوف أكون متاحا دائما للمنتخب، لكن من الصعب أن أتنازل عن مكاني بسهولة لأي لاعب مهما كان اسمه، وأنا أعرف جيدا المنافسة لقد عشت ذلك في فالنسيا وكان هناك لاعبون جيدون جدا، وأنا مازالت صغيرا ولا أريد أن تنتهي المغامرة هنا، أريد الفوز بالألقاب مع الجزائر، لدينا لاعبون جيدون جدا، وهذا مناسب للمضي قدما مع الخضر”. ”قيادة المنتخب تكليف قبل أن تكون تشريفا” وعاد محرز بذاكرته إلى آخر مقابلة لعبها مع الخضر والتي حمل خلالها شارة القائد، حيث قال: ”قيادة المنتخب فخر ومسؤولية، لكن من جهتي لقد كنت دائما من الكوادر، وكنت دائما أحدث زملائي وأحاول تحفيزهم داخل أرضية الميدان، طبعا من أجل مصلحة المنتخب الوطني وليس لنفسي، أما بشأن شارة القيادة كما سبق وأن قلت فهي تبقى مسؤولية وأنا هنا للمساعدة”. ”المنتخب يملك لاعبين قادرين على تشريف الراية الوطنية” ولم ينس فغولي الحديث عن بقية زملائه في المنتخب الذين يصنعون أفراح مختلف الأندية الأوروبية، على غرار سليماني، براهيمي، بن طالب وغيرهم: ”المنتخب الجزائري يملك العديد من المواهب، ولا يزال لدينا الكثير من اللاعبين الآخرين مثل بن طالب الذي يحتاج هذا العام لوقت أكبر من اللعب. كما يوجد لاعبون بإمكانهم تقديم الإضافة إذا ما التحقوا بصفوف المنتخب الوطني، وأنا فخور جدا لأنني سأكون جزءا من هذا، وهو أمر يجعلني سعيدا، ومع دعم المشجعين والكثير من الأشياء الجميلة، فسوف يكون لهذا تأثير إيجابي على مستوى المنتخب الوطني الذي تنتظره العديد من التحديات مستقبلا”. ”أنا تحت تصرف مجاني وسأساعده للتأقلم مع أجواء الليغا” ووضع ”سوسو” كما يحلو لأنصار فالنسيا مناداته، نفسه تحت تصرف زميله في المنتخب الوطني، كارل مجاني، حيث قال: ”أضع نفسي تحت تصرف صديقي مجاني، سأساعده على التأقلم في أسرع وقت ممكن مع أجواء البطولة الإسبانية، لن يجد أي مشكل هنا، صحيح أن مدينة فالنسيا كبيرة لكنها ليست معقدة وبإمكانه أن يقوم بكل شيء في ظرف وجيز”. ”أيت عثمان لاعب واعد وأتمنى أن أراه مع الخضر في الأولمبياد” و عن لاعب سبورتينغ خيخون، الواعد رشيد آيت عثمان، صرح قائلا: ”اللعب كأساسي في سن 22 سنة في بطولة قوية ليس متاحا لأي لاعب، يستحق أن نرفع له القبعة، إنه لاعب مميز، لقد واجهته مؤخرا وتمكن من تقديم مستوى مميز، وفي تصوري فقد كان الأحسن من جانب فريقه فوق أرضية الميدان، لذا أتمنى أن أراه مع المنتخب الأولمبي في الأولمبياد”. ”اخترت الجزائر عن قناعة وليس من أجل الأموال” و تذكر صاحب ال27 سنة أول استدعاء له إلى صفوف المنتخب الوطني: ”نعم، مضى على الأمر وقت طويل، لم يكن هناك اتصال مباشر، حيث اتصل الناخب الوطني سعدان ببعض المقربين مني، كنت مصابا على مستوى الركبة في فريقي السابق غرونوبل، في تلك الفترة، كما أنني لم أشارك ضمن التصفيات، لذلك لم أكن أرى نفسي ضمن المجموعة، قلت وقتها أنني أفضل أن ألتحق بالمنتخب الوطني عندما أكون قادرا على تقديم الإضافة اللازمة، وبما أنني لم أشارك في التصفيات فلم تكن هناك أي نكهة بالنسبة لي. وبعد انضمامي إلى صفوف نادي فالنسيا، قلت أنني سأفرض نفسي وألتحق مباشرة بالمنتخب الوطني. ولم يسبق لي أن تحدثت عن العقود الإشهارية لا مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ولا مع أي شخص آخر، لقد لبيت نداء القلب فقط”. ”على الجزائريين ألا ينسوا التاريخ الأسود لفرنسا” كما تقدم فيغولي بنصيحة في غاية الأهمية للاعبين مزدوجي الجنسية، حيث قال: ”إذا كانت لدي نصيحة أقدمها لهؤلاء اللاعبين فسأقول لهم أن الجزائر يجب أن تأخذ مكانة هامة في قلوبهم، لا يجب أن ننسى الماضي الأسود لفرنسا مع الجزائر، ومع مرور الوقت أدركت أننا نحن كمزدوجي جنسية لا نلقى القبول في المجتمع الفرنسي، أقول للجيل الجديد من اللاعبين لا تترددوا واختاروا موطن أجدادكم الذين ضحوا، الاتحادية تقوم بعمل كبير والظروف متوفرة وعلى درجة عالية من الاحترافية”. ”فرحت كثيرا عندما رأيت العلم الجزائري في غزة” كما تحدث معشوق الجماهير الجزائرية عن الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام لطفل فلسطيني يحمل كرة ومن خلفه العلم الجزائري: ”إنها فلسطين، لم أكن أتصور يوما أن اسمي معروف هناك، إنها من ضمن اللحظات المؤثرة في حياتي، لأن الأمر يتعلق بشعب عزيز على قلبي ومن أجل هذا الطفل الذي يحمل الكرة، أتوجه بالشكر للشعب الفلسطيني وأؤكد لهم أنهم معنا في قلوبنا”. ”سنفعل المستحيل لنضمن تواجدنا في مونديال روسيا” وختم الدولي الجزائري حديثه عن المونديال القادم المزمع اإراؤه بروسيا سنة 2018 قائلا: ”عندما أرى الجزائريين في إيطاليا، البرتغال وإسبانيا، يتألقون مع أنديتهم يوميا، أقول في نفسي إننا قادرون على تقديم مستوى أفضل في مونديال روسيا، ولكن يجب قبل ذلك أن نعمل بجد خلال التصفيات من أجل تحقيق التأهل”.