ارتفعت أسعار النفط، أمس، بعد موجة تراجعات كبيرة أول أمس، متأثرة بتصريحات إيرانية حول انفتاح طهران على التعاون مع المملكة العربية السعودية بشأن الأوضاع الراهنة في أسواق النفط العالمية. وقال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، إن بلاده مستعدة للتفاوض مع السعودية، مضيفا أنها تدعم ”أي شكل من أشكال الحوار والتعاون مع الدول الأعضاء في أوبك بما في ذلك السعودية”. وكان البترول مني بخسائر فادحة في حلسة أول أمس أودت بخام برنت عند التسوية إلى حدود 30.32 دولارا للبرميل، فيما هبط خام نايمكس إلى 27.94 دولارا للبرميل بخسائر وصلت إلى 8٪ مع استمرار الأداء الضعيف في أسواق الأسهم والتوقعات بزيادة قياسية مرتفعة لمخزونات الخام الأمريكية، وبأن لا ينمو الطلب العالمي بالسرعة الكافية لتصريف تخمة إمدادات الخام قريبا. وظلت أحجام التداول منخفضة في آسيا مع إقفال السوق الصينية طوال الأسبوع بمناسبة عطلة العام القمري الجديد، وعطلة بورصة كوريا الجنوبية اليوم وبورصة اليابان غدا. وفيما لا يزال إنتاج روسيا عند أعلى مستوياته منذ الحقبة السوفياتية عند 10 ملايين برميل يوميا، اعتبر رئيس شركة ”روسنفت” الروسية إيغور سيتشن، أنّ موسكو تستطيع الصمود أمام المنافسة في أسواق النفط تحت أي سيناريو لأسعار الخام، واقترح أن تخفض كبرى الدول المنتجة للنفط الإنتاج بواقع مليون برميل يوميا لدعم أسعار الخام المتدنية، مشيرا خلال مؤتمر عن ”إنتاج النفط الصخري حدود في الحجم والوقت” إلى أنّ ”تخمة المعروض الحالية في السوق سببها زيادة إنتاج أعضاء أوبك”، لكنه لم يذكر ما إن كانت روسيا مستعدة لخفض الإنتاج. وقال إن إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة سينخفض في الأمد الطويل وسيصل إلى ذروته بحلول عام 2020. واستبعدت الوكالة الدولية للطاقة، الثلاثاء الماضي، تحسن أسعار النفط التي سجلت بعض التعافي بعد تدهورها إلى أدنى مستوى منذ 12عاما، واعتبرت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مسؤولة عن وفرة العرض الحالية في السوق. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري ”من الصعب تصور كيف يمكن لأسعار النفط أن ترتفع بصورة ملحوظة على المدى القصير، خصوصا وأن السوق متخمة بالنفط، بل على العكس، مخاطر تراجع الأسعار على المدى القصير باتت أكبر”.