أكّدت المملكة السعودية، في ساعة متأخرة من مساء السبتّ أنّها أرسلت طائرات إلى قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. وقال العميد ركن، أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، إنّ المقاتلات انتشرت بطواقمها في القاعدة التركية، لتكثيف العمليات الجوية ضد تنظيم داعش الارهابي، وإن الخطوة جزء من هذه الجهود. نفى العسيري في مداخلة على إحدى الفضائيات العربية، أن تكون المملكة قد أرسلت قوات برية إلى القاعدة التركية، مشيرا إلى أنّ بلاده ستعمل ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن مؤكدا على أنّ تركيا والمملكة عضوان فاعلان فيه. وردا على سؤال حول ما إذا كانت المملكة سترسل قوات برية للتدخل في سوريا، قال وزير الخارجية التركي: ”هذا شيء مرغوب فيه ولكن ليست هناك خطة بعد. سترسل السعودية طائرات”، وقال عسيري: ”السعوديون مستعدون لإرسال قوات برية عندما يحين الوقت المناسب للقيام بعملية عسكرية”. وكشف عسيري عن ”إجماع لدى قوات التحالف لبدء عمليات برية في سوريا، والمملكة ملتزمة في هذا الإطار” وبين أن هناك خبراء عسكريون سيجتمعون خلال الأيام القادمة لبحث ”التفاصيل والخطط العملياتية والتكتيكية”. وكانت السعودية قد استأنفت، في الأسابيع الأخيرة، مشاركتها في الحملة الجوية ضد داعش. ورحب وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر، الخميس، التزام الرياض بتوسيع دورها في محاربة التنظيم. ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لصحيفة ”يني شفق” التركية، السبت، إن السعودية قد أرسلت فريقا من خبرائها العسكريين لمعاينة القاعدة استعدادا لإرسال الطائرات. ونقلت وسائل الاعلام التركية عن مصادر عسكرية قولها إن 8 الى 10 طائرات مقاتلة سعودية ستنشر في القاعدة في الأسابيع المقبلة، منها 4 طائرات F16 ستصل كدفعة اولى. وتقع القاعدة في ضاحية إنجيرليك قرب مدينة أضنة، جنوب شرق البلاد وهي تابعة لسلاح الجو التركي وتُتخذ في نفس الوقت مقر الوحدة التاسعة والثلاثين للطائرات المقاتلة، التي تضم قوات الطيران العسكري الأمريكي والتركي، قوامها سبعة آلاف من العسكريين، بالإضافة إلى الموظفين والمدنيين والمتعاقدين. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال في مقابلة حصرية مع وكالة الصحافة الفرنسية، أجريت الخميس، إنه لا يستبعد ”احتمال” تدخل بري سعودي-تركي في بلاده، مؤكدا أن ”مثل هذه العملية لن تكون سهلة بالنسبة لهم بكل تأكيد وبكل تأكيد سنواجهها”. وشهدت العلاقات التركية-السعودية تقاربا في الأشهر الأخيرة. ويعتبر البلدان من أبرز الداعمين للمعارضة السورية والمطالبين برحيله وتحملانه مسؤولية عدد ضحايا النزاع الذي فاق 260 األف شخص وتهجير الملايين منذ خمسة أعوام. طهران: ”إرسال أي قوات إلى سورية محكوم عليه بالفشل ما لم يتم بالتنسيق مع دمشق” أعلن قائد مقر ”خاتم الأنبياء للدفاع الجوي” في قيادة القوات الجوية الإيرانية، العميد فرزاد اسماعيلي، استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة استشارية لسورية في المجال الجوي إذا طلبت منها ذلك. وأكد اسماعيلي في تصريح، أمس، لوكالة تسنيم حول إعلان المملكة إرسال قوات برية إلى شمال سورية، أن سورية صمدت في وجه اعتداءات التنظيمات الإرهابية منذ أكثر من خمسة أعوام وأن إرسال قوات إلى سورية محكوم عليه بالفشل إذا لم يتم بالتنسيق مع حكومتها الشرعية. وقال العميد اسماعيلي: ”على السعودية التي تفكر بإرسال قواتها إلى سورية الكف عن التدخل في اليمن ووضع حد لسفك دماء الأبرياء وخاصة وقف ارتكاب المجازر ضد الأطفال”. وكان عدد من المسؤولين الإيرانيين اكدوا خلال الايام الماضية انه سيكون ”للتواجد المحتمل للقوات البرية الأجنبية في سورية دون طلب حكومتها تداعيات وعواقب خطيرة”. وفي السياق، دعا دميتري ميدفيديف، رئيس الحكومة الروسية، قادة الدول الفاعلة في سوريا إلى وقف أحاديث التهديد والوعيد حول شن عملية عسكرية برية في سوريا. وقال ميدفيديف في كلمة له أثناء مشاركته في مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية: ”لا تخوِّفوا أحداً بالعملية البرية”. وفي توضيح لموقف بلاده إزاء الرئيس الأسد قال ميدفيديف إن ”روسيا تقدم الدعم للدولة السورية الصديقة. كما أننا ننطلق في موقفنا من حقيقة أنه لا يوجد في سوريا في الوقت الراهن أي ممثل شرعي لها سوى الرئيس بشار الأسد، بغض النظر عما إذا كان هذا يعجب البعض أم لا”. واعتبر أنه إذا ما تم في الوقت الراهن إقصاء الرئيس السوري من العملية السياسية في سوريا، فلن يتمخض عن ذلك سوى الفوضى. وأضاف: ”لقد شهدنا ذلك في بلدان عربية أخرى”. وفي حديث خصه لقناة ”يورو نيوز” نشرت مقاطع منه أمس الأحد، ميدفيديف رفض بلاده القطعي لخطط بعض الدول للتدخل البري في سوريا، محذرا من أن خطوة كهذه قد تؤدي إلى حرب طويلة هناك.