* تل أبيب تعرض شراكة استراتيجية على العرب ذكرت صحيفة ”هاآرتس” العبرية في عددها الصادر أمس أنّ كلمة وزير حربية الاحتلال موشيه يعلون التي ألقاها يوم الأحد أمام مؤتمر الأمن في ميونخ، لم ترق لرئيس المخابرات السعودية السّابق، الأمير تركي الفيصل، حيث سرعان ما نشبت مواجهة بين الجانبين. ونشرت الصحيفة صورة يظهر فيها الوزير يعلون، وهو يصافح الأمير تركي الفيصل على هامش مؤتمر الأمن والتعاون الدولي، في دورته ال52 التي اختمت أشغاله، أوّل أمس، بمدينة ميونخ الألمانية. وذكرت الصحيفة العبرية أن هذه المصافحة جاءت في اعقاب إلقاء يعلون كلمته امام المؤتمر، والتي قال فيها إنّ ”للإسرائيليين قنوات حوار مع دول عربية سنيّة مجاورة”، وأنّ هذه القنوات لا تقتصر على مصر والأردن فحسب، وإنما ”أنا أتحدّث عن دول خليجية وشمال أفريقية”، مضيفا أنّ مسؤولي هذه الدول ”لا يصافحوننا في العلن ولكن نلتقي بهم في غرف مغلقة”، وإنّ ” الأنظمة السنية تكنّ العداء لإيران وجماعة الإخوان المسلمين” مثل تل أبيب تماما. فردّ عليه الأمير السعودي قائلاً إن ”المصافحات مع الإسرائيليين لم تساعد الفلسطينيين”. وأنّ الدول العربية السنية غاضبة بنفس القدر من إسرائيل بسبب الاحتلال وبسبب معاملتها للفلسطينيين. وقال الأمير ”لماذا يشعر العرب بالود تجاهكم وأنتم تتصرفون بهذا الشكل”. ورفض يعلون أقوال الأمير السعودي، وقال إنه لا توجد صلة بين النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وبين المشاكل التي تتخبط فيها منطقة الشرق الأوسط، وفي دول عربية أخرى (سوريا واليمن والعراق وتونس) محملا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسئولية عدم إحراز تقدم سياسي. وقال أشخاص كانوا متواجدين في القاعة إنّ فيصل قال هذه الكلمات تدخل في إطار الشكليات من أجل حفظ ماء الوجه، لأنّ الاثنين تصافحا بودّية وتبادلا الابتسامات الحارّة، التي قد تشير إلى معرفة مسبقة. ومن جهتها نقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية تصريحات يعلون خلال المؤتمر يبدي فيها استعداد الكيان المحتل لتطوير علاقات استراتيجية مع عدد من الدول العربية: ”إننا مستعدون لتطوير استراتيجية مشتركة، مع عدد من الدول العربية، فيما يخص الوضع في سوريا”. وتابع الوزير الإسرائيلي: ”بلغني تشاؤم البعض إزاء احتمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار (في سوريا)، الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر الأمن الدولي، في ميونيخ، نهاية الأسبوع الماضي”. وشدّد يعالون، خلال كلمته، أمام مؤتمر ميونخ الالمانية، أن ”إسرائيل تلتزم سياسة عدم التدخل في الأزمة السورية، غير أنها وضعت خطوطًا حمراء، لن تسمح بتجاوزها من قبل أي طرف، بما في ذلك المساس بسيادتها” المزعومة.