”الخليع” أو”القديد” كما يحلو للبعض تسميته.. ربما يستغرب الكثير هذا الاسم، لكن المجتمع المسيلي خاصة المناطق الريفية تعرفه جيدا لأنه عبارة عن عادة متأصلة في العديد من مناطق المسيلة، اقترنت بقدوم عيد الأضحى. وعلى الرغم من الانتشار الكبير لأجهزة التبريد وحفظ اللحوم إلا أن بعض العائلات أبت إلا أن تحافظ على عادات وتقاليد الأجداد، فضلا عن أن ”القديد” أكلة شهية جدا تختلف في طعمها عن طرق التحضير الأخرى. وتتمثل العملية في حفظ اللحم عن طريق إشباعه بمادة الملح بعد تقطيعه، ثم وضع خطوط رفيعة ومتقاربة في كل قطعة بواسطة سكين حاد، بحيث لا يبقى أي جزء سميك لتملأ الشقوق بالملح، وبعدها يجفف اللحم بمكان نظيف في الهواء الطلق لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى يصبح صلبا. ومازالت جداتنا بمختلف مناطق المسيلة تقمن بتحضير هذه الأكلة إلى اليوم، فمع قدوم عيد الأضحى تقمن بأخذ كمية من لحم الأضحية ليجعلنه قديدا.. وقديما كانت لا تعد ربة البيت ”شاطرة” إذا لم تعد الخليع لأسرتها. ولا يكاد يخلو زادها من لحم الخليع بل يكون حاضرا على مدار العام في بيوتهن، مع العديد من المواد المجففة ك”الفرماس” وهو المشمش المجفف، والفول. وتقوم ربة البيت بتحضير عديد الأطباق بواسطة لحم القديد منها الكسكسى أو ”الطعام” و”العيش” أو”البركوكس” أو”المردود”، كما يسميه البعض، وشخشوخة ”بورزام”، وهي عبارة عن كسرة تحضر بالماء والملح ثم تدق وهي ساخنة في ”المهراس” وتقطع إلى قطع صغيرة وتحضر بمرق الخليع. وتستهلك هذه الأطباق في فصل الشتاء لأنها تعطي طاقة حرارية كبيرة لمستهلكها. وكلما طالت مدة الاحتفاظ بالخليع كلما اكتسب نكهة مميزة وأصبح طعمه ألذ.