يعتبر اللحم سيد المائدة، إذ تحضّر على شرفه ألذّ الأطباق، حيث كانت العائلات في الماضي تقوم بتجفيف اللحم خوفا من فساده وتختلف طرق تجفيفه من منطقة إلى أخرى، إلا أن إضافة مادة الملح هي الأساس• ''الفجر'' رصدت آراء بعض المواطنين عن كيفية تجفيف اللحم، حيث حدثتنا سيدة بأن ''القديد'' يعتبر من بين الأطباق التي كانت مشهورة قديما• أما عن طريقة تحضيره تقول ''كان يقطّع اللحم إلى قطع ويشلّح بالسكين (أي إحداث فتحات صغيرة تسمح بدخول الملح)، ثم تمليحه ووضعه في إناء وتعريضه لأشعة الشمس حتى يجف تماما، إذ كانت السيدات تتفنن في تحضيره بعد عيد الأضحى ليكون جاهزا في عاشوراء ليقدم للضيوف''• من جهة أخرى، تقول سيدة التقيناها في أحد أسواق العاصمة إن ''القديد من أفضل الأطباق لديها لحلو مذاقه''، وتضيف بأنها كانت تطبخه مع ''البركوكس'' باللغة العامية أو ''العيش'' كما يسمى في شرق البلاد''• ومع تطور التكنولوجيا ابتكرت أجهزه التبريد باختلاف أنواعها، حيث أصبح اللحم يحفظ في الثلاجات، ومن هنا أصبح العديد من المواطنين يبتعدون عن تجفيف اللحم وتعويضه باللحم الطازج الذي يفضله الأغلبية، كما بات هؤلاء يقتنون اللحم المجمّد لتلبية حاجياتهم من هذه المادة• وفي هذا الشأن، قمنا بطرح أسئلة على الجيل الجديد، والذي يجهله البعض منهم، أما البعض الآخر فيفضل اللحم الطازج عوض المجفف لسهولة طهيه وحلو مذاقه• من جهته، يقول محمد شاب يعمل بإحدى المطاعم بأن أمه كانت تحكي له عن القديد، معتبرا إيّاه من التراث غير المادي الذي توارثته الأجيال• وفي نفس السياق، يقول رجل يعمل بإحدى المؤسسات ''بأن القديد معروف منذ عهد الرسول وفي عدة بلدان وليس محتكرا فقط في الجزائر، حيث يعتبر أحسن وسيلة لحفظ اللحم''• من جهته، قال كريم مسوس، أخصائي تغذية، إن القديد لا يهدّد صحة الإنسان وليس له آثار جانبية على جهازه الهضمي، مضيفا أنه يستثني منه المرضى الضغط ومرض السكري وعسر الهضم• كما أن الملح المضاف إليه يقتل البكتيريا التي قد تنتشر في اللحم، لهذا يقوم الجزار بوضع الملح فوق لوحة تقطيع اللحم لتجنّب البكتيريا التي يخلفها•