أجمع مهنيو الفن الرابع أن المسرح الجهوي ”سي جيلالي بن عبد الحليم” الذي تدعمت به مدينة مستغانم سيعطي دفعا قويا للحركة المسرحية على المستوى المحلي والوطني. وفي هذا الصدد، أبرز الممثل والمخرج المسرحي والمحافظ السابق للمهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم، جمال بن صابر، أن ”أهم ما في هذا المرفق الثقافي الجديد أنه يحمل اسم أب وعميد المسرح الجزائري سي الجيلالي بن عبد الحليم الذي علم هذا الفن لولد عبد الرحمان كاكي ولكل الأجيال”، مشيرا أن هذا المسرح سيكون بمثابة ”قلعة وإشعاع ثقافي للمسرح في الجزائر”. وأعرب ذات المتحدث عن أمله في احتضان هذا الهيكل الجديد مستقبلا لتظاهرات عالمية في مجال الفن الرابع ليكون قدوة لكل المسارح على المستوى الوطني، على حد تعبيره. وذكر أن الجزائر تزخر بالعديد من المسارح تصنف ضمن التراث الحضاري العالمي، مشيرا إلى توفر 18 مسرحا محترفا وحوالي 200 فرقة مسرحية هاوية ”وهو مؤشر يدل على مكانة الجزائر في المسرح العالمي”. وبدوره شدد المسرحي ومسؤول الاتصال بالمسرح الوطني الجزائري، فتح النور بن براهيم، على ضرورة إنتاج أعمال مسرحية جديد لعمالقة المسرح وتجسيدها فوق خشبة المسرح الجهوي لمستغانم. ”جميل أن نتذكر المسرح من خلال أعمال ولد عبد الرحمان كاكي، ولكن الأهم أن لا نتوقف عند مسرحياته التي جسدت على الركح، على غرار مسرحيات 132 سنة والقراب والصالحين وشعب الظلمة وغيرها بل يجب الإبداع في النصوص المسرحية وإنتاجها على الخشبة”، يشير بن براهيم، الذي أضاف أن ”ولاية مستغانم ولادة لرجالات المسرح على مر السنين”. كما أشار نائب رئيس جمعية الثقافية المسرحية ”الإشارة” ومدير تقني سابق لمحافظة المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم، بودان محمد، إلى أن هذا الهيكل الجديد سيكون بمثابة فضاء للتلاقي بين المسرحيين الهواة والمحترفين، سواء كتاب أو مخرجين أو نقاد الذين سيعملون على تأطير وتكوين الشباب الهاوي في الإخراج وفنيات العرض المسرحي، وفق أسس علمية للوصول إلى إنتاج أعمال مسرحية ذات قيمة. أما المدير الولائي للثقافة، عبد العالي قوديد، فأبرز أن هذا المسرح الجهوي الجديد المشيد على نمط المسرح الإيطالي ”منبرا آخر لإبداعات مسرحيي وفناني مستغانم وإبداع كل الجزائريين سيساهم بشكل كبير في تطوير الفعل الثقافي المسرحي من خلال تأطير الفرق خصوصا الهاوية منها”.ويأتي هذا الهيكل الثقافي كتتويج لقرابة 50 سنة من تأسيس المهرجان الوطني لمسرح الهواة (1967) الذي يعد أقدم وأعرق المهرجانات في إفريقيا من جهة، وعرفانا لنضال مسرحيي وفناني مستغانم منذ فترة الاستعمار يضيف نفس المسؤول.ويعد المسرح الجهوي لمستغانم، الذي يحمل اسم المسرحي الراحل سي جيلالي بن عبد الحليم، أول مسرح يشيد بعد الاستقلال على المستوى الوطني. ويحتوي هذا الهيكل ذو ثلاثة طوابق بمساحة إجمالية تقارب 4 آلاف متر مربع والمتواجد بحي 400 مسكن غير بعيد عن مقر مديرية الثقافة ومعهد الموسيقى ودار الثقافة على قاعة للعرض تتسع ل510 مقعد وأخرى للمحاضرات ورواقا للعرض ومقهى المسرح وورشة لصناعة الديكور. كما يتوفر هذا الصرح الثقافي الذي بلغت تكلفته الإجمالية حوالي 720 مليون دج، على أحدث العتاد بتقنيات متطورة وفق المعايير المعمول بها دوليا.